«شوقي والحكيم وماهر» يُحيون مراسم شيعية عندًا في «داعش» الشناوي: معظم الفنانين «سذج» ولا يُدركون طبيعة المرحلة السياسية مزروعة: الشيعة يخترقون المجتمع تحت غطاء «الفن والإبداع» المتحدث باسم الشيعة عن سفر الفنانين للعراق: «حق يكفله الدستور»
عداؤهم الشديد ل«داعش» أسقط عنهم قناع الطائفية، فتحولوا بين ليلة وضحاها إلى "مطرودين من جنة السنة"، وأظهروا ببشاعة عن وجههم الحقيقي، حيث شارك الفنانون المصريون أحمد ماهر، ووفاء الحكيم، وحنان شوقي فى إحياء مراسم شعبية شيعية عراقية لأرواح شهداء «مجزرة سبايكر» التى حدثت فى منطقة القصور الرئاسية بتكريت فى محافظة صلاح الدين، بعد أسر طلاب عراقيين من القاعدة الجوية فى يونيو 2014. مشاركتهم فى تلك الزيارة جاءت من منطلق "عاطفي"، كما اعتبروا، وتجاهلوا أن زيارتهم ستأخذ على أنها "تمثيل" ولكن هذه المرة سيكون تمثيلاً حقيقيًا للشعب المصرى وانعكاسًا لرؤيته، واتجاهه السياسي، حيث اعتبر العراقيون أن الفنانين المشاركين فى إحياء المراسم الشيعية يمثلون المجتمع المصرى ككل. تفاصيل الزيارة الفنانون المصريون الثلاثة كانوا ضمن وفد يضم أكثر من 40 فنانًا وأديبًا عراقيًا وعربيًا بالإضافة إلى وزير حقوق الإنسان العراقي، لكنهم كانوا الأكثر جذبًا للأنظار، فصراخهم وعويلهم المدوى فى سماء كربلاء، جعلتهم محطًا للاهتمام. وارتدى الفنانون الملابس العسكرية العراقية، ووقفوا على مقبرة لقتلى مذبحة "سبايكر"، وهى مذبحة نفذها "تنظيم داعش" ضد 1700 طالب عراقى شيعى كانوا يدرسون فى إحدى المدارس العسكرية التابعة للقوات الجوية العراقية، فقام التنظيم بأسرهم وقتلهم جميعًا فى مشهد مهيب يدل على مدى بشاعة ودموية التنظيم، كان ذلك فى يونيو من العام الماضى 2014. فتح مقابر الشيعة وتعاطف الفنانين وبينما كان الفنانون المصريون يزورن مقابر "سبايكر"، إذ تصادف وجودهم فى الوقت الذى كان يتم فيه نقل رفات ما يقرب من 80 قتيلًا عراقيًا آخرين على يد «تنظيم داعش»، وتم دفنهم بطريقة عشوائية، وكان يتم إعادة دفنهم مرة أخرى فى مقابر جديدة. ففُتحت أمامهم المقابر وكانوا مذهولين وهم يشاهدون الجثث التى أخرجت من مقابرها الجماعية وأطلقوا نوبات من البكاء والصراخ بصوت عالٍ، مثل الكثيرين غيرهم، الذين وجدوا أنفسه أمام صور مذهلة ومرعبة، وقد لفتت الفنانة "حنان شوقي" الأنظار إليها بشكل خاص لبكائها الحار وجلوسها القرفصاء وانحنائها وهى تبكى وتعول عويلًا شديدًا. ووقفوا جميعًا على نهر دجلة بالعراق، وهو الموقع الذى نفذ فيه مسلحو "تنظيم داعش" مذبحة "سبايكر"، ووضعوا الورد على الصخرة مصحوبة بنشيج مرير ومؤثر، كما أشعلت الفنانتان الشموع بالقرب من الرفات الملفوفة بأكياس بلاستيكية. وارتدت الفنانتان "حنان شوقي" ووفاء عامر، العباءة "الملاءة" العراقية وزارتا برفقة الفنان أحمد ماهر مرقدى الإمامين العسكريين، فى مدينة سامراء الشيعية، بعد تجوالهم فى مدينة تكريت برفقة مقاتلين من الحشد الشعبى الشيعي. الشناوى: الفنانون يُعانون "السذاجة السياسية" يُعلق طارق الشناوي، الناقد الفنى والسينمائي، على هذه الزيارة بقوله، إن أغلب الفنانين الذين زاروا العراق واشتركوا مع قوات الحشد الشعبي، غير واعين سياسيًا، وغير مدركين، قائلًا إن "أكثرهم غير مدرك لطبيعة اللحظة وما تفرضه عليه". وأوضح "الشناوي" فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أنه سيتم الإساءة إلى هؤلاء الفنانين ولن يُفهم ما فعلوه فى سياقه الطبيعي، وإنما سيتم فهمه على أنه جرم ارتكب فى حق الوطن فى هذا التوقيت تحديدًا، لافتًا إلى أن المصريين ليس لديهم مشكلة مع الشيعة ولكن مشكلتهم الأكبر مع أولئك الذين يروجون لهذا الفكر. وأضاف: "لستُ ضد اعتناق أى فرد أى دين أو أى مذهب، ولكننى ضد استغلال المرحلة الحالية فى تأجيج الأوضاع، ولاسيما إذا كان الفنان لا يمتلك وعيًا سياسيًا كافيًا كما هو الحال مع الفنانتين "وفاء الحكيم" و"حنان شوقي" والفنان أحمد ماهر. واعتبر "الشناوي"، أن السذاجة السياسية التى يمارسها بعض الفنانين حتما ستؤدى إلى خلق الفتن، فهناك عذر أقبح من ذنب، وهو ما حدث من زيارة هؤلاء الفنانين لمقابر الشيعة، مؤكدًا أن كل من فعل ذلك غير مدرك للسياسة ولا أمورها وغير مدرك لأية قواعد أخلاقية. وقلّل "الناقد الفنى والسينمائي"، من رصيد الفنانين لدى جمهور الشعب المصري، قائلًا: "ليس لهم تأثير فليس عادل إمام هو من قام بالزيارة، وإنما بعض الفنانين الذين لا يمتلكون شعبية كبيرة!!". مزروعة: بعض الفنانين يساعدون الشيعة فى اختراق المجتمع من جانبه، أكد الدكتور محمود مزروعة، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، أن بعض الفنانين، أو ما يدعون أنهم ينشرون الفكر التثقيفى داخل المجتمع، يساعدون الشيعة فى اختراق المجتمع فى ظل حالة الضعف الثقافى والدينى التى يمر بها المجتمع. وقال مزروعة ل "المصريون"، إن هؤلاء ذهبوا إلى العراق باسم الشعب المصري، ونحن منهم براء، لأننا لا نعرفهم، ولم نعطهم صوتًا ليتحدثوا باسمنا، ومن الناحية الشرعية من يتصل بالشيعة أو يساعدهم فى نشر أفكارهم يُعتبر مشاركًا لهم أيًا كان مذهبه. وتابع: الأخطر من كل ذلك، هو أن يكون هناك من يتبنى فكرًا شيعيًا ويبدى لنا عكس ما يبطن، فهؤلاء هم الأخطر على المجتمع وهم وقود الفتنة، مؤكدًا أننا جميعًا نكره "داعش" ونرى أنه أجرم فى حق المصريين جميعًا، ولكن ليس معنى ذلك أن نرتمى فى أحضان الشيعة. ولفت إلى الصورة التى رسمها الفنانون الذين ذهبوا إلى العراق لمشاركة قوات الحشد الشعبى الشيعى فى حربها ضد الشيعة، مؤكدًا أن تلك الصورة الآن رسمت فى أذهان الجميع بأن الشعب المصرى "متشيّع" أو على أقل تقدير يرحب بالتشيع إذا وجد وهذا غير صحيح. وأضاف: ليس لهم أن يذهبوا هناك ليساعدوا الشيعة كممثلين عن الشعب، وإذا كانوا قد اعتنقوا المذهب الشيعى فليظهروا ذلك أفضل لهم، مؤكدًا أن "الدولة لها خط معين فى محاربة الفكر الشيعي، ويجب على الجميع احترامه، وهؤلاء المدعون بأنهم فنانون فى مقدمة الصفوف احترامًا لتوجه الدولة". النفيس: مشاركة الشيعة فى مراسمهم حق يكفله الدستور من جانبه، اعتبر الدكتور أحمد النفيس، القيادى الشيعي، أن مشاركة بعض الفنانين المصريين للشيعة فى حربهم ضد داعش هو "حق يكفله الدستور"، مؤكدًا أن "السفر إلى العراق مثله مثل السفر إلى إسرائيل لا يجوز أن يعترض عليه أحد". وقال "النفيس"، إن الجميع له مطلق الحرية فى فعل كل شيء، وأن يسافر إلى أى مكان يراه مناسبًا له، مؤكدًا أن الدستور والقانون كفل للجميع الحرية فى اعتناق أى مذهب وأى فكر سياسي.
ورفض القيادى الشيعي، فى تصريحات ل "المصريون"، الجزم بأن الفنانين الذين سافروا إلى العراق قد اعتنقوا المذهب الشيعي، مكتفيًا بالإشارة إلى أنه إذا حدث وقد "تشيعوا" فلا يجوز للمجتمع أن يعترض على ذلك، لأنها حرية شخصية لهم، حسب وصفه.