أقدم مسلحو تنظيم "داعش"، اليوم الخميس، على إشعال النيران بخزانات للنفط الخام في مصفاة بيجي، أحد أكبر مصافي تكرير النفط، شمالي العراق، وفق ضابط عراقي. وقال الضابط، وهو من قوة حماية المصفاة، لمراسل الأناضول، مفضلا عدم نشر اسمه، إن "التنظيم أشعل عددا من خزانات النفط الخام (لم يحدد العدد) ما تسببت في انعدام جزئي للرؤية في وقت لا يزال إطلاق النار بين الجانبين مستمرا (حتى الساعة 10:50 تغ)". وكانت وزارة النفط العراقية قد أعلنت في وقت سابق اليوم سيطرة تنظيم "داعش" على أجزاء من المصفى ويقدر عدد عناصرهم بالمئات. وشن تنظيم "داعش" منذ السبت هجوما عنيفا على المصفى وتمكن من اقتحامه وقتل قائد الحماية وأحد مساعديه وسبعة جنود. وأطلق السلطات العراقية من الجيش والحشد الشعبي (متطوعون موالون للحكومة) عمليات عسكرية لاستعادة مناطق جنوب بيجي بمحافظة صلاح الدين ويتقاسم تنظيم "داعش" مع الحكومة السيطرة عليها. وتسعى الحكومة لاستعادة جنوب بيجي (220 كلم شمال بغداد) لغرض السيطرة على مركزها والوصل الى شمالها حيث المصفى الذي يعد أكبر المصافي. ميدانيا قال عقيد بالشرطة للأناضول إن "القوات العراقية استعادت حي التأميم والحي الصناعي ووصلت الى مبنى محكمة بيجي وسط المدينة وتواصل التقدم بشكل مستمر". وهذه المرة الأولى التي يشن فيها التنظيم تلك الهجمة الشرسة على المصفاة التي كانت في منأى عن الاضطرابات التي بدأت في الصيف الماضي عندما اجتاح داعش بيجي ومناطق عدة شمال وغربي البلاد. وفي وقت سابق أمس، قال مصدر من داخل المصفاة في اتصال هاتفي مع الأناضول إن "داعش" بات يسيطر على 35 % من مساحة المصفاة، مشيرا إلى تراجع حدة الاشتباكات المستمرة منذ 5 أيام بين الجانبين. وأضاف أن قوات الجيش والموالين لها لا تزال تسيطر على الأرض في المصفاة، لكن داعش تمكن من التغلغل دخل المصفاة خلال اليومين الماضيين. ويسعى تنظيم "داعش" للسيطرة على مصفاة بيجي منذ السبت الماضي، رغم أن المصفاة كان طيلة الفترة الماضية في منأى عن الأحداث الجارية في المناطق المحيطة. وتعد بيجي (220 كلم شمال بغداد) ذات أهمية لوجود المصفاة بها، وكذلك بسبب وقوعها على الطريق الرابط بين بغداد العاصمة ومحافظة نينوى شمالي العراق.