خلال 6 ساعات من 10 محددة للاقتراع في اليوم الأول للانتخابات العامة في السودان، تفاوتت نسبة الإقبال ما بين ضعيفة ومتوسطة بمراكز متفرقة في أنحاء البلاد رصدها مراسلو الأناضول بينما تأخرت العملية (تعطلت مؤقتا) في عدد من المراكز وسط السودان. وتعد هذه أول انتخابات عامة تجرى في البلاد منذ انفصال الجنوب في 2011. وفي العاصمة الخرطوم نشطت وسط الأحياء حملات التعبئة الخاصة بالحزب الحاكم حيث وفرت سيارات لحشد أنصاره وسط غياب شبه تام لأي حملات مناوئة من فصائل المعارضة الرئيسية التي تقاطع العملية التي تستمر 3 أيام. ومن بين 9 مراكز طاف عليها مراسلو الأناضول بالعاصمة فإن الاقبال كان محدودا في 4 منها مقابل 5 مراكز شهدت مستويات إقبال ملحوظة. وفي مركز مدرسة بدر الكبرى كان الإقبال خصوصا في أوساط النساء، وكذلك في مركز الحارة 29 بحي الثورة، بينما خلا مركز الاقتراع عندما وصله مراسل الأناضول في مدرسة النور خضر بحي الديم وسط الخرطوم. وفي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور (غرب) تواصلت عملية الاقتراع وسط اجراءات أمنية مشددة، شهدت مراكز الاقتراع إقبالا ما بين ضعيف ومتوسط في مراكز أخرى غلبت عليها المشاركة النسائية أيضا ونشطت لجان التعبئة الخاصة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم وحملات أخرى خاصة بمرشحين مستقلين ومن أحزاب مشاركة في العملية. وكان ضعف المشاركة ظاهرا في مركزي حي الرياض وحي السلام وكلاهما شمال المدينة فيما لم تشهد العملية في كل بلديات الولاية مشاكل عطلت سيرها وفقا لمراسل الأناضول هناك. وبحسب مراسل الأناضول في مدينة الفاشر أكبر مدن إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد، لم يكن إقبال الناخبين على التصويت كبيراً كما كان متوقعاً، خلال الساعات الماضية من بدء الاقتراع. وشهدت مراكز التصويت في المدينة، إقبالا متفاوتا، وسط توقعات بتزايد اقبال الناخبين في المساء. ونصب أنصار حزب المؤتمر الوطني الحاكم، خيمة خارج مركز الاقتراع لاستقبال الناخبين، بجانب توقف سيارات لترحيل الناخبين من داخل الأحياء، للإدلاء بأصواتهم، مع غياب أي حملات لفصائل المعارضة الداعية لمقاطعة الانتخابات. وفي ولاية الجزيرة (وسط) تأخرت عملية الاقتراع في 15 مركزا بسبب أخطاء في توزيع سجلات الناخبين وفقا لما قاله رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية دفع الله الياس لوكالة الأناضول. وأوضح الياس أن 5 مراكز جرت فيها معالجات بحلول الساعية الثانية عشرة (9 ت.غ.) وستعالج البقية خلال ساعة على الأكثر. ونبه إلى أنه سيكون هناك تعويض للفارق الزمني وذلك بتمديد زمن الاقتراع على أن تحدد لجنته ذلك في وقت لاحق. ووفقا لمراسل الأناضول الذي تجول في عدد من المراكز بمدينة مدني عاصمة الولاية لا توجد حركة انتخابية بخلاف حركة لجان الحزب الحاكم وسط غياب تام لأنشطة المعارضة الداعية لمقاطعة الانتخابات. وحسب ما أفاد به مراسلو الأناضول فإن هناك توقعات بحركة محدودة للناخبين أثناء ساعات الظهيرة على أن تعاود الحركة الاتساع ما بين الرابعة والسادسة مساء (13:00 - 15:00 ت.غ.) موعد إغلاق صناديق الاقتراع في ختام اليوم الأول. وبحسب المفوضية القومية للانتخابات، فإنه دُعِيَ 13.6 مليون سوداني من أصحاب حق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع تنتشر في أنحاء البلاد لانتخاب رئيس جديد للبلاد ونواب البرلمان والمجالس التشريعية (الإقليمية) في الولايات. وبدأت عملية التصويت في ولايات جنوب، وشمال، وغرب دارفور، ونهر النيل، في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (06.00 تغ)، بدلا عن الثامنة صباحا (05:00 تغ) موعد بدء التصويت في باقي ولايات السودان (14). ويستمر التصويت حتى الساعة 18:00 (15:00 ت.غ) مساءً بالتوقيت المحلي في الولايات ال 14 فيما تستمر حتى الساعة 19:00 (16:00 تغ) في الولايات الأربعة الأخرى التي بدأت الاقتراع في التاسعة، خلال العملية الانتخابية التي تتواصل حتى الأربعاء 15 أبريل/ نيسان الجاري. ويصوت الناخبون على 7 بطاقات الأولى خاصة بمنصب رئاسة الجمهورية الذي يتنافس عليه 15 مرشحا بجانب الرئيس عمر البشير وأغلبهم مستقلون ولا يشكل أي منهم تهديدا جديا له. وتشمل عملية التصويت 3 بطاقات خاصة بالبرلمان: الأولى للدوائر الجغرافية، والثانية للقوائم الحزبية النسبية، والثالثة لقوائم المرأة التي تستحوذ على 25 % من مقاعد البرلمان بنص الدستور. علاوة على ذلك توجد 3 بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية. وفي الانتخابات الرئاسية، يخوض السباق على منصب الرئيس 16 مرشحًا، بينهم الرئيس الحالي عمر البشير ذو الحظ الأوفر في الانتخابات التي تقاطعها معظم أحزاب المعارضة التي تحظى بشعبية في السودان، وتشمل حزب "الأمة القومي" بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، وحزب "المؤتمر الشعبي" بزعامة حسن الترابي، و"الحزب الشيوعي السوداني". وتطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات للمشاركة في عملية حوار شامل دعا إليها الرئيس عمر البشير مطلع العام الماضي، ضمن شروط أخرى تشمل إلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على صياغة دستور دائم، وإجراء انتخابات نزيهة. وقبل أيام، أعلن رئيس هيئة أركان "الجبهة الثورية"، نائب رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال"، عبد العزيز الحلو، عن حملة عسكرية لتخريب العملية الانتخابية في جنوب كردفان، مضيفا أن الرئيس السوداني عمر "البشير يريد التمديد لنفسه خمس سنوات، ولن نسمح بذلك". وفي الانتخابات البرلمانية، يتنافس 1072 مرشحًا على مقاعد البرلمان الوطني البالغة 425 مقعدًا، في حين يتنافس أكثر من 7 آلاف مرشح على مقاعد المجالس التشريعية للولايات (2235 مقعدا). ووصل البشير (71 عاما) إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1989، مدعوما من الإسلاميين، وتم التجديد له في انتخابات أجريت عام 2010، وقاطعتها فصائل المعارضة.