قال بابا الفاتيكان "فرانسيس" في رسالة له اليوم الأحد، "أسأل الرب أن يهدي الشعبين التركي والإرمني إلى طريق التصالح، وأن يُحل السلام في جبال قره داغ (الأراضي الأذرية المحتلة من قبل إرمينيا)، فبالرغم من عدم تفاهم هذه الشعوب والتوتر الذي حصل بينها، إلا أنها عاشت جنباً إلى جنب بسلام، وتعاونت فيما بينها لمدة طويلة، وبهذه الروح يمكن للأطفال أن ترسم لنفسها مستقبلاً أفضل". وتأتي هذه الرسالة بعد تصريحات البابا في قداس خاص، إحياءً لما يسمى ب "ذكرى ضحايا الأرمن"، الذين فقدوا حياتهم عام 1915، أقيم في كاتدرائية القديس بطرس، وقال فيها "إنَّ أول إبادة جماعية في القرن العشرين وقعت على الأرمن"، وتبنى فيها المزاعم الأرمنية.
وبالمقابل أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن رفضه تصريحات البابا التي وصفها بأنها بعيدة عن المعطيات التاريخية والحقوقية. وأضاف في تصريحاته التي نشرها على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنَّ المؤسسات الدينية ليست مكاناً لبث التحريض والحقد، وفقاً لاحتمالات لا تستند لحقائق.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية اليوم للأناضول، أنه تمَّ إبلاغ سفير الفاتيكان في أنقرة "أنطونيو لوتشيبيلو" بأنَّ تصريحات البابا اليوم تفتح طريقاً إلى عدم الثقة، وأنَّ تركيا لن تلتزم الصمت حيال تطورات اليوم". وذلك خلال استدعائه إلى وزارة الخارجية التركية.
جدير بالذكر أن بابا الفاتيكان، واسمه الأصلي "خورخي ماريو بيرجوليو"، كان يشغل منصب رئيس أساقفة بيونيس أيريس، قبل أن ينتخب بابا للفاتيكان، وسبق أن أدلى بتصريحات مماثلة، في لقاء جمعه بوفد أرميني، بعد انتخابه بابا للفاتيكان، عام 2013، حيث علّق على مزاعم سيدة أرمينية بالقول "نعم، كانت تلك أول عملية إبادة في القرن العشرين"، فيما برّر الفاتيكان آنذاك التصريح بأنه "جاء في لقاءٍ خاص".
كما استخدم البابا فرنسيس، الخميس الماضي، كلمة "مجزرة"، واصفًا أحداث عام 2015، خلال لقائه بوفد من رجال دين أرمن.
يذكر أنَّ الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا، وعدت المتطرفين الأرمن، بمنحهم دولة ووطنًا قوميًا في الأناضول أثناء حربهم ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، كما حاربوا إلى جوار الروس ضد القوات العثمانية التي كانت تسعى إلى مساعدة مسلمي القوقاز ممن تعرضوا في غالبيتهم إلى التهجير.
وقامت العصابات الأرمنية في الأناضول بشن عمليات قتل جماعي، وإبادة ممنهجة ضد القرى المسلمة (التركية والكردية) جنوب وجنوب شرقي الأناضول، مستهدفين بذلك الأطفال والشيوخ والنساء، حيث كان الرجال والشباب من تلك القرى يحاربون في عدة جبهات خارجية إبان الحرب العالمية الأولى، ما دفع السلطات العثمانية إلى تهجير الأرمن اضطراريًا، ونقلهم إلى أماكن أخرى ضمن أراضي الدولة العثمانية (سوريا، لبنان، العراق)، تجنبًا لاحتمالات وقوع حرب أهلية وعمليات ثأر.