أكد الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن المصالحة بين التيارات السياسية الأفغانية واجب وفريضة، محذرًا من أن الاستعمار الغربي هو المستفيد من دق الإسفين بين طوائف الشعب الأفغاني، وإن اعتبر وجود تيارات فكرية داخل المجتمع شيئا صحيا وأمر طبيعي طالما أن الاختلاف يكون في الفروع وليس الأصول، لأن الإسلام أرض مشتركة بين كافة المسلمين. وقال خلال لقاء المصالحة الوطنية الأفغانية الذي عقد برعاية الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، وبحضور العديد من العلماء الأفغان، إن الله عز وجل من على الشعب الأفغاني بتوحيد العقيدة وعدم وجود خلافات بين المذاهب الفقهية لكن الخلاف بينهم سياسي، مطالبا العلماء الأفغان أن يكونوا يدا واحدة وقلبا واحدا، لأنهم يقفون على الأرض المشتركة. وأشار إلى أنه يتعين على العلماء توحيد صفهم والعمل على المصالحة، وذلك سيتأتى بعد تطهير أرضهم من الغزو الأجنبي، على أن يقيموا الحوار ويمدوا الخيوط بين الأطراف المتحاربة على أرض الأفغان، لإخراج "الكيان الأمريكي". وأضاف: إننا نريد أن نطهر الأرض الأفغانية من الدنس حتى تعود مرة أخرى لمكانها الطبيعي ولتمتد خيوط التواصل بينها وبين الأزهر الشريف وعلمائه الذي يعد قلعة العلم المتحلي بالوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي. وأكد عمارة أن مصر ساعدت كل الحركات التحريرية بآسيا وإفريقيا ووقفت وستظل تقف دومًا من أجل استرداد القدس وتحرير فلسطين. وشارك في اللقاء وفد من كبار العلماء الأفغان برئاسة محمد قاسم حليمي مستشار مجلس المصالحة وعبد الحنان جامد مدير المساجد بوزارة الأوقاف ورفيع الله نعماني إمام مسجد بالعاصمة كابل، ورئيس الحج والأوقاف محمد عارف مبشر، فضلاً عن مجموعة من أعضاء مجلس كبار العلماء منهم الشيخ ضياء الدين والشيخ ضياء الحق والشيخ غلام سنجي والشيخ عبد الستار والشيخ حنيف شاه حسيني والشيخ بابه جان سيغاني والشيخ عبد الجلال رافيقي والشيخ حياة الله، وعلماء الأزهر وعدد كبير من الطلاب الوافدين. وأدار اللقاء الدكتور القصبي زلط مستشار شيخ الأزهر لشئون الرابطة العلمية. من جانبه، حث الدكتور حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر الطلاب الأفغان على القراءة والاطلاع لفهم أصول الدين الإسلامي الحنيف وخدمة الخلق، كما طالبهم بترجمة وثيقة الأزهر للغات الأفغانية المحلية وأن يتدارسوها لأنها تعطي صورة للدولة العصرية والحقوق والحريات العامة. وقال إن العلاقات بين مصر والأفغان وطيدة منذ زمن طويل بفضل العلامة الجليل جمال الدين الأفغاني في تحريك العالم الإسلامي والإضافة له وأكد أن الباب مفتوح لأي طالب لديه مظلمة أو يريد أن يفهم شيئًا. وأكد أسامة ياسين، نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة على اهتمام الرابطة برئاسة شيخ الأزهر بتحقيق الاستقرار في أفغانستان، وقال إن تحقيق المصالحة والاستقرار هما الأساس لتحقيق التنمية هناك. وأوضح أن الرابطة لا تدخر جهدا لخدمة الإسلام والمسلمين وأبناء الأزهر في كل ربوع الأرض، مؤكدا أن شيخ الأزهر يهتم بعقد اجتماع أسبوعي لبحث أنشطة أفرع الرابطة في مختلف أنحاء العالم لدعمها وتقديم المساعدة لها لتسهيل أداء رسالتها على الوجه الأكمل، وطالب العلماء الأفغان ببدء أنشطة فرع الرابطة في كابول لخدمة الأزهريين وترسيخ وسطية المنهج الأزهري في أوساط الشعب الأفغاني.