امتدت حركة "احتلوا وول ستريت"، التي انطلقت قبل شهر بمدينة نيويورك، إلى العديد من دول العالم، التي شهدت احتجاجات واسعة، للتنديد ب"هيمنة النخبة المالية"، وللمطالبة بتوفير المزيد من فرص العمل، وتعزيز العدالة الاجتماعية. وانتقلت شعارات الحركة الاحتجاجية عبر المحيط الأطلسي، إلى عدد كبير من عواصم القارة الأوروبية، بالإضافة إلى بعض العواصم الآسيوية والأسترالية، في الوقت الذي بدأت فيه احتجاجات "وول ستريت"، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، تتخذ منحى آخر في المدينةالأمريكية. ففي وقت مبكر من صباح اليوم، قامت الشرطة بطرد المحتجين من أحد المتنزهات العامة، كما أغلقت مداخل حديقة "واشنطن سكوير"، وذلك بعد أن شهدت نيويورك ليلة عاصفة مساء السبت، دفعت السلطات إلى إعلان حظر التجول خلال الليل، بعد قيام الشرطة باعتقال نحو 70 محتجاً، غالبيتهم كانوا في ميدان "تايمز سكوير". وفي القارة الأوروبية، شهدت العاصمة الإيطالية روما أحداث عنف دامية، أسفرت عن سقوط 70 جريحاً على الأقل، بينهم 40 من أفراد الشرطة، كما اندلعت عدة حرائق في مبان حكومية، بعد رشقها بزجاجات المولوتوف، من بينها مبنى تابع لوزارة الداخلية، ولم يتوفر على الفور عدد المعتقلين. وفي لندن، قاد مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانغ، مسيرة احتجاجية حاشدة، شارك فيها الآلاف حملت عنوان "احتلوا لندن"، انطلقت من كاتدرائية "سان بول"، في طرف الضاحية الاقتصادية من المدينة إلى وسط العاصمة. كما شهدت عواصم أوروبية أخرى، من بينها مدن مدريد وبرلين وبروكسل، احتجاجات واسعة، شارك فيها عشرات الآلاف، تركزت غالبيتها على الأحياء المالية وشوارع البنوك، دون أن يتم الإبلاغ عن سقوط مواجهات بين الشرطة والمحتجين. يُذكر أن حركة "احتلوا وول ستريت"، التي تستوحي احتجاجاتها من "الربيع العربي"، قد بدأت بنيويورك في 17 سبتمبر الفائت، لتمتد إلى مدن أمريكية أخرى منها لاس فيغاس، وأريزونا وواشنطن، وتهدف إلى تسليط الضوء على هيمنة المؤسسات المالية النافذة على اقتصاد أمريكا والعالم بأسره.