يسعى مقاتلو تركمان سوريا، للحفاظ على آخر معاقلهم في منطقة "بايربوجاق"، المعروفة أيضًا باسم "جبل التركمان"، ويخوضون في سبيل ذلك معارك شرسة، ضد الهجمات التي يشنها نظام الأسد وتنظيم داعش الإرهابي، على حد سواء. وتشهد المناطق التركمانية في ريف اللاذقية - كانت في مقدمة المناطق التي انتفضت على نظام الأسد منذ 15 مارس 2011 - ظروفًا إنسانية وحياتية صعبة، فيما يستمر المقاتلون التركمان مواصلة القتال ضد قوات النظام وميليشيات تنظيم داعش الإرهابي، منضويين تحت الجيش السوري الحر، لحماية آخر معاقلهم (منطقة بايربوجاق) في ريف اللاذقية، من دخول قوات النظام أو مقاتلي داعش. ويسيطر المقاتلون التركمان - الذين يقاتلون تحت تشكيل عسكري أطلقوا عليه اسم "لواء جبل التركمان" - على مواقع استراتيجية هامة في منطقة جبل التركمان، وتمتد المنطقة التي يسيطرون عليها من معبر "كسب" الحدودي - الواصل بين محافظة اللاذقية السورية، وولاية هطاي التركية - وحتى المنطقة الساحلية. ما بعد "تحرير" إدلب شهدت الأيام الأخيرة، تطورات متسارعة على الساحة العسكرية شمالي سوريا، بعد أن تمكن مقاتلو المعارضة السورية من السيطرة على مدينة إدلب الاستراتيجية، عقب توحيد فصائل المقاتلين في مواجهة قوات النظام، فيما عرف ب"جيش الفتح". وترافقت تلك التطورات، مع اشتداد وتيرة المعارك بين مقاتلي المعارضة والنظام، لما توليه قوات نظام الأسد من أهمية لمدينة إدلب، كونها تشكل نقطة وصل بين مدينة حلب من جهة، ومدينة اللاذقية من جهة أخرى، وتفتح المجال أمام مقاتلي المعارضة للتقدم تجاه مدينة جسر الشغور (الاستراتيجية)، ومدن وقرى محافظة اللاذقية. كما شنت قوات النظام، هجمات وصفت ب "الشرسة"، على منطقتي جبل التركمان وجبل الأكراد، لمنع قوات المعارضة في تلك المناطق، من مد قوات المعارضة المتقدمة نحو جسر الشغور بالتعزيزات. بايربوجاق (جبل التركمان) المعقل التركماني الأخير تعرضة منطقة بايربوجاق (جبل التركمان) لهجمات جويّة مكثفة، من قبل نظام الأسد، على مدار 4 سنوات من عمر الأزمة السورية، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا قي شراسة تلك الهجمات، فيما اقتربت الاشتباكات بين مقاتلي التركمان وقوات الأسد إلى مناطق متاخمة لقضاء "يايلاداغي" التابع لولاية هطاي التركية. وفي هذا الصدد، أوضح "أحمد وزير" - رئيس جمعية أتراك سوريا للأنشطة الإنسانية - أن النظام السوري حاول عدّة مرات في الآونة الأخيرة القيام بعمليات بريّة مدعومة جوّيًّا؛ للنفوذ إلى منطقة بايربوجاق، مشيرًا إلى أهمية الأخيرة التي وصفها ب "آخر معقل لتركمان سوريا". وشدد وزير، على أن سقوط منطقة بايربوجاق بيد النظام، يعني سقوط جبل الأكراد أيضًا، واستمرار سيطرة النظام على جسر الشغور، ويجعل سيطرة قوات المعارضة على مدينة اللاذقية عبارة عن "حلم ربما من المستحيل تحقيقه"، ولفت وزير، إلى أن سيطرة قوات المعارضة على مدينة إدلب؛ أعادت المنطقة إلى حيز الاهتمام، ودفعت النظام نحو إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إليها، مؤكّدًا أن المقاتلين التركمان خاضوا الكثير من المعارك ضد قوات النظام، وأن غالبية تلك المعارك كانت ضد عناصر إيرانية، تقاتل إلى جانب قوات الأسد، وأنهم تمكنوا ليلة أمس من إعادة السيطرة على تلّة "سنان"، الهامة في جبل التركمان، بعد معارك عنيفة ضد قوات الأسد استمرت لعدة ساعات.