ناشد عدد من ذوي المعتقلين الفلسطينيين الذين لم تشملهم صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل مصر التدخل للإفراج عنهم، في إطار الصفقة التي سيتم تنفيذها الثلاثاء المقبل، والتي سيتم بموجبها الإفراج عن 1027 فلسطينيًا مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وطالبوا المجلس العسكري بمصر والحكومة وشباب ثورة يناير وكافة الأحزاب والقوى السياسة إطلاق سراح أبنائهم مقابل الإفراج عن سراح إيلان جرابيل الأمريكي الإسرائيلي الذي اعتقلته مصر منذ شهور، مؤكدين أنه بالرغم من فرحتهم بنتائج الصفقة إلا أنهم كانوا يأملون أن يتم الإفراج عن كافة الأسرى، وفقًا لما أوردته وكالة "معًا" الفلسطينية في تقرير نشرته أمس. وأضافوا: "أملنا بكم كبير وثقتنا بالله أولاً وثم بحكمتكم ورؤيتكم ثانيًا أن تتموا الفرحة علينا عبر شمول أبنائنا في الصفقة التي يجري الحديث عنها والمتعلقة بإطلاق سراح الجاسوس ايلان جرابيل الذي لا يقل عن الجندي شاليط". وقالوا: "نناشدكم ألا تكتفوا بإخواننا الأسرى المصريين مقابل إطلاق سراحه، بل طالبوا بتحرير أبنائنا الذين بقوا في السجون الإسرائيلية والذين تصر حكومة الاحتلال على عدم إطلاق سراحهم مقابل جرابيل الذي تمكنت العيون الساهرة على امن مصر من القبض عليه". وخلصوا قائلين: "فليكن الثمن أسرى مصر والأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية الذين لم تشملهم صفقه شاليط". وكانت أنباء تحدثت مؤخرًا عن جرابيل الذي ألقي القبض عليه بأحد فنادق وسط القاهرة، بتهمة التجسس على مصر, حيث ضبط معه جهاز كمبيوتر محمول واسطوانات مدمجة "سي دي" ووحدة تخزين رقمية متنقلة "فلاش ميموري"، كان يستخدمها في أعمال التخابر. وخلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إلى إسرائيل ومصر مؤخرًا، ترددت أنباء عن الإفراج عنه في إطار صفقة لكن لم يتم لإطلاق سراحه، إلا أن شيئًا من ذلك لم يحدث، بل أن جهات التحقيق في مصر وجهت إليه أخيرًا تهمة إضافية وهي التحريض على مهاجمة الممتلكات العامة في مصر. في سياق متصل، حذرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في افتتاحيتها السلطات المصرية من مخاطر الاستمرار في اعتقال جرابيل، وطالبت بضرورة إطلاق سراحه بأقصى سرعة حتى لا تجني خسائر فادحة. وقالت، إن مصر اعتادت دائمًا على خلق القصص الخيالية والكاذبة حول إسرائيل، بما فى ذلك ادعاؤها محاولات تل أبيب للتجسس عليها قبل الثورة أو بعدها، كما ادعت الحكومة المصرية قبل شهور أن إسرائيل وراء ضرب السياحة في مصر عن طريق حقنها لأسماك القرش حتى تهاجم السائحين في منتجعات شرم الشيخ المائية. وأضافت أن الأكاذيب المصرية تجاه إسرائيل لم تتوقف إلى هذا الحد، بل وصل ادعاء المصريين وخيالهم إلى القول بأن إسرائيل تروج لهم منتجات خطرة جدًّا على الصحة ومحقونة بالسموم، ويتم إدخال وتوزيع هذه المنتجات إلى السوق المصرية، وأن أبرز هذه المنتجات، "علكة" من صنع إسرائيل المحقونة بالسم، إلى أن جاءت المفاجأة الأخيرة، ولفقت مصر قضية التجسس للمواطن الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية إيلان جرابيل، واتهمته ظلمًا بالتآمر على مصر، ومحاولة إثارة المصريين لاقتحام مقار أقسام الشرطة، ومبنى وزارة الداخلية المصرية، وادعت القاهرة هذا متجاهلة نشر جرابيل صور رحلاته لمصر على "الفيس بوك"، مما يؤكد براءته، وابتعاده تمامًا عن العمل الاستخباراتي الذي يقتضي السرية والحرص, على حد وصفها. وكشفت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية هددت السلطات المصرية بتقليص المساعدات العسكرية، إذا لم تطلق سراح جرابيل، لكن القاهرة أصرت على استمرار اعتقاله، وفشل وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا خلال زيارته الأخيرة لمصر في إقناع المسئولين المصريين بتحريره، رغم وعوده بتقديم مساعدات مالية ودعم دبلوماسي في حال الإفراج عنه. وأضافت: في النهاية، أصرت القاهرة على تصعيد الموقف، ولا تزال تحتجز جرابيل "رهينة" لديها لتساوم به إسرائيل لإطلاق سراح ما يقرب من 80 مصريًّا معتقلين بالسجون الإسرائيلية، وللتحصل على أرباح ومكاسب مادية أخرى من جميع الأطراف معتمدة على اختطافها لسائح "إسرائيلي" برىء لم يتورط في أي عمل عدائي ضدها. ووجهت الصحيفة تحذيرًا لمصر بأنها ستخسر كثيرًا إذا لم تطبق الديمقراطية والعدالة، وتفرج عن جرابيل؛ لأن مبادئ مساومة الآخرين والتربح من خطف السائحين لم ينفعها كثيرًا.