نظمت منظمة "مراسلون بلا حدود" في باريس مائدة مستديرة حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم بهدف الخروج من حلقة العنف التي ترتبت على نشر الرسوم في الدنمارك وإعادة نشرها في النرويج و فرنسا . وشارك في تنظيم المائدة اللجنة العربية لحقوق الإنسان والمؤتمر الإسلامي الأوروبي والمنتدى الثقافي العربي الأوروبي ومنظمة الصوت الحر ومنظمة العدالة العالمية . وبحضورنحو مائة من المثقفين العرب والأوروبيين . ورغم كثرة الكلمات واحتدام النقاش وتعدد المداخلات التي شهدتها المائدة المستديرة فقد أجمع الكل على أن هناك فرقا بين حرية الكلمة والتعبير والصحافة وبين جرح المشاعر . وأكد المشاركون أن حرية الصحافة لابد أن تحترم في ظل مراعاة الاختلافات الدينية والحساسيات ، خاصة في زمن العولمة الذي أصبح الإعلام يراعى فيه تماما هذه الدقائق من الأمور . وأصدر المثقفون العرب والأوروبيون بيانا بهذه المناسبة أدانوا فيه أي تعد على معتقدات الشعوب والأديان .. مؤكدين ضرورة حماية الأديان والأعراق والأقليات من كل خطاب حقد أو ترهيب أو أذى .. ورافضين الخلط بين الإسلام والإرهاب .. كما رفضوا في الوقت نفسه تحميل الحكومات مسئولية أعمال قام بها أفراد . وطالب البيان بضرورة التمسك بحرية الرأي كركيزة للديمقراطية وحق من حقوق الإنسان مع مراعاة ذلك في إطار احترام باقي الحقوق والحريات. وناشد المثقفون العرب والأوروبيون في بيانهم وسائل الإعلام ورجال السياسة والمواطن العادي في العالم الغربي والعربي والإسلامي الانتباه إلى خطورة التبسيط والخلط والتعميم والمزايدة والتحلي بالتعقل والمسئولية حتى لا تزداد الهوة اتساعا بين الحضارات وحتى يمكن الحفاظ على السلام والتعاون والصداقة بين الشعوب. ومن جهة أخرى تم منع تداول العدد الأخير من الطبعة العربية لمجلتي "دير شبيجل" و"فوكس" الألمانيتين ، لنشرهما الصور التي أساءت إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .