قال نائب وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، إن لبنان "شريك قوي" في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا على أن دعم "حزب الله" اللبناني لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، يؤدي إلى إطالة الأزمة ويتيح ل "داعش" تجنيد المزيد من المقاتلين. جاء ذلك في تصريحات له عقب لقائه رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام بعد ظهر اليوم الإثنين في منزله ببيروت، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لسلام. ووصل بلينكن إلى لبنان مساء أمس في زيارة لأقل من 24 ساعة، في جولة سياسية لم يعلن عن مضمونها بشكل رسمي، والتقى اليوم كلاً من رئيس البرلمان نبيه بري، والزعيم الدرزي والنائب وليد جنبلاط، ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل. وبحسب البيان، قال بلينكن إن "لدى الولاياتالمتحدة التزامًا عميقًا ودائمًا بلبنان وشعبه"، مشيرًا إلى أنه "استعرض مع سلام الاتفاق الأخير بين دول 5+1 وإيران في لوزان (السويسرية) بشأن برنامجها النووي، والصراعات في سوريا واليمن ومستقبل سلام الشرق الأوسط". ورأى أن "كل هذه القضايا لها تأثير هنا، ومصالح بلدكم هي على المحك"، موضحا أنه تم بحث "الجهود المشتركة لمواجهة عنف المتطرفين والقضاء على التهديد الذي تشكله داعش وغيرها من الجماعات لنا جميعا...هذا الجهد، لا يتطلب ردا عسكريا فحسب، بل أيضا انخراطا عالميا للعمل على عكس اتجاه دعاية الجماعات المتطرفة وتمويلها وتدفق المقاتلين الأجانب". وأكد على أن "لبنان هو شريك قوي في هذه الجهود، لذلك قمنا بزيادة وتسريع وتيرة مساعداتنا للبنان"، لافتًا إلى أن واشنطن "تريد أن تساعد في تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية المسؤولة أمام الشعب اللبناني والقادرة على حمايته وتأمين حدود الدولة، وفقا لمقتضيات قرار مجلس الأمن رقم 1701، وإعلان بعبدا"، في اشارة الى اتفاق اللبنانيين بموجب الحوار الوطني في صيف 2012 على تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية. وأوضح أن "الولاياتالمتحدة ملتزمة بالمساعدة في إحداث تحول سياسي في سوريا ما يؤدي إلى تشكيل حكومة تضم الجميع وتأمين مستقبل من الحرية والكرامة والأمن للشعب السوري"، مؤكدًا على أن "الكرامة لا يمكن أن تتحقق إذا بقي الديكتاتور الحالي الذي يقصف شعب سوريا بالغاز والبراميل. وكما أكد وزير الخارجية (الأمريكي جون) كيري، إن دكتاتورا وحشيا مثل الأسد لا مكان له في هذا المستقبل". وأضاف أن "دعم حزب الله للأسد – بل في الواقع شريان الحياة الذي يقدمه - لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع والمعاناة، ويقدم لداعش أداة لتجنيد المقاتلين، ويدفع بالمزيد من اللاجئين للفرار إلى لبنان.. إن أعمال حزب الله في سوريا هي سيئة لشعبيّ سورياولبنان". واعتبر أن "عواقب الحرب في سوريا تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة هنا في لبنان وتضغط بشدة على الخدمات العامة فيه"، مشيدًا بجهود لبنان حكومة وشعبًا في استقبال اللاجئين السوريين. ولفت إلى ضرورة "انتخاب رئيس" ليشكل ذلك "خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح"، داعيا "البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن، وفقا للدستور والميثاق الوطني". وكان باسيل ناقش وبلينكن، بحسب بيان صادر عن وزير الخارجية اللبناني، "على مدى ساعة من الوقت مختلف المواضيع الداخلية ومنها رئاسة الجمهورية، وكيفية الحفاظ على الاستقرار السياسي". وفشل البرلمان اللبناني طوال 21 جلسة عقدها بدءا منذ 23 أبريل 2014، من انتخاب خلف للرئيس السابق ميشال سليمان الذي انتهت ولايته في 25 مايو 2014. وناقش المسؤولان، بحضور السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل، "موضوع الإرهاب والمقاتلين الأجانب والتمويل ومحاربة أيديولوجية الإرهاب ودور لبنان الأساسي في مكافحته"، كما "جرى البحث أيضاً في تطورات المنطقة والملف النووي الإيراني والاتفاق الأخير حوله وتداعياته الإيجابية المحتملة على المنطقة". وفي وقت سابق اليوم، استقبل بري في بيروت، بلينكن حيث "جرى عرض للأوضاع والتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة"، بحسب بيان عن المكتب الاعلامي لبري. وغادر المسؤول الاميركي اللقاء مع بري كما مع جنبلاط وباسيل من دون الإدلاء بأي تصريح.