وزعت روسيا، العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي، اليوم السبت، على أعضاء المجلس (15 دولة) مسودة مشروع قرار يدعو إلي فرض هدنة إنسانية "مؤقتة" في اليمن، بحسب مصادر دبلوماسية بالمنظمة الدولية. وبحسب المصادر نفسها يطالب مشروع القرار الروسي بوقف الغارات الجوية لتحالف "عاصفة الحزم"، الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين والموالين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بغرض السماح بدخول المساعدات الإنسانية للمدنيين. ولم يوضح مشروع القرار الروسي المدة الزمنية لفرض "الهدنة الإنسانية" التي يدعو إليها من أجل السماح بدخول المساعدات الإنسانية الي المدنيين، وخروج الأجانب من البلاد، حسب المصادر نفسها. لكن مسودة القرار، التي وزعتها البعثة الروسية اليوم السبت علي أعضاء المجلس، تؤكد علي "توقف إنساني للغارات الجوية حتي يتم السماح لجميع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية بإجلاء مواطنيها من اليمن". في سياق متصل، أكد نائب الممثل الدائم لبريطانيا لدي الأم المتحدة، بيتر ويلسون، استمرار مساندة بلاده ودعمها للعمل الذي تقوم به السعودية في اليمن. وقال ويلسون للصحفيين بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، اليوم السبت، "نحن لانزال ندعم العمل الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، استجابة لطلب مشروع"، في إشارة إلى طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من مجلس التعاون الخليجي التدخل ضد الحوثيين.
وأعرب عن "أسف المملكة المتحدة لسقوط ضحايا، والتزامها بالقانون الدولي الإنساني بما في ذلك الوصول من قبل وكالات لتقديم المساعدات"، ولم يعلق علي موقف بلاده من مشروع القرار الروسي. واستدرك قائلا "من المهم للغاية أن نتذكر كيف وصلنا إلي هذا الموقف. لقد انخرطت جماعة الحوثي في العمل العسكري، واتخذت إجراءات عن طريق استخدام القوة بدلا من المفاوضات، ونحن ندعو إلي العودة لمحادثات سياسية حقيقية على قدم المساواة". ميدانيا، وفي موجزه الصحفي اليومي، قال العميد أحمد العسيري، المتحدث باسم "عاصفة الحزم" اليوم السبت، إنه "لا يوجد تعطيل لعمليات إغاثية، وأن الحديث عن هدنة إنسانية ستتم متى رأت القيادة السياسية حاجة لها." وأضاف العسيري أن "عمليات إجلاء الرعايا تتم بالتوافق مع قيادة التحالف، وتحت مراقبة جوية"، مشيرا إلى أنهم خصصوا لجنة من قيادة التحالف ل"تسهيل عمليات إجلاء الرعايا، وأن العمل الإنساني جزء من العملية العسكرية". ولليوم العاشر على التوالي، تواصل طائرات تحالف تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية لقوات موالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، ومسلحي جماعة "الحوثي" ضمن عملية "عاصفة الحزم"، التي تقول الرياض إنها تأتي استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية". وتشارك في العملية 5 دول خليجية، هي السعودية، البحرين، قطر، الكويت، والإمارات، إلى جانب المغرب والسودان والأردن ومصر وباكستان، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أمر بتقديم دعم لوجيستي واستخباراتي للتحالف.