لا أحد ينكر ان الشعب المصرى يعاقب أشد العقاب على قيامه بثورته المباركة ، والعقوبة التى فرضت عليه من قبل فلول النظام البائد وأيتام مبارك ..عقوبة تجسدت فى إطلاق يد البلطجية عليه لزعزعة آمنه واستقراره ونشر الخوف والترويع بين المواطنين ، وإطلاق أبواق الفضائيات للتشكيك فى الثورة وأهدافها ، والعمل الدؤوب لفلول النظام من أجل العودة الى الساحة السياسية بأقنعة مختلفة يتخفى وراءها اللصوص والكذابون والمنافقون .. !! ولكن العقاب الأكبر الذى فرض على الشعب المصرى هو ترك تلال من القمامة تتراكم فى الشوارع والأحياء ، وتجاهل عمال البلدية وموظفى الحى لخطورة هذا الفعل الخسيس على صحة الانسان المصرى ، ورغم الشكاوى المتكررة إلا أن المسئولين تجاهلوا الأمر وتعمدوا ترك القمامة تشوه المنظر العام وتفرز للسكان الروائح الكريهة والحشرات والأمراض . شباب اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة ومجموعة ( كلنا مستقلون من أجل مصر ) بالأسكندرية وجدوا الحل أو جزءاً من الحل ، فقد قاموا بجمع القمامة من المناطق التابعة لحى شرق و قاموا بإلقائها أمام مبنى المركز التكنولوجي للحي لخدمة المواطنين بسيدي جابر ..و لصقوا بعض اللافتات على باب المبنى مكتوب عليها (رسالة من الشعب السكندري :هذا أول الغيث/الرسالة الأولى من الشعب إلى المحافظة .. الزبالة اللي بتحوشوها لنا حنجبها لكم /مش عايزين تخلصونا من البلطجية على الأقل خلصونا من الزبالة المرمية “ . وتأتي هذه الفاعلية ضمن حملة “اعرف حقك” التي أطلقتها اللجان الشعبية بالإسكندرية للتخلص من القمامة ووضعها أمام باب الأحياء التي يتقاعس مسئولوها عن الاستجابة لشكاوى المواطنين في هذا الشأن وذكر احد افرد اللجان الشعبية إن فاعلية اليوم تأتى بعد عدد من الوقفات الاحتجاجية بعدة أماكن بالإسكندرية للتنديد بإهمال الأحياء في جمع القمامة . ربما ينظر البعض الى هذا العمل على اعتبار أنه عمل مخالف للقانون ، ولكن السؤال هل ترك هؤلاء المتقاعسون عن أداء عملهم فى البلديات ومبان المحافظات أى فرصة للمواطن لاحترام القانون ؟ وهل احترم هؤلاء المتآمرون على صحة المواطن المصرى أى قانون أم أنهم تجاهلوا كل القوانين وباعوا ضمائرهم لشياطينهم لينتقموا من الناس أشد انتقام ؟ شركات النظافة التى تعاقدت مع المحافظات سواء كانت محلية أو أجنبية ، وكانت سببا فى إقصاء دور الزبال ، وفرض ضريبة نظافة على كل فاتورة كهرباء يتم تحصيلها من المواطن المصرى حتى يومنا هذا ، تقاعست تلك الشركات عن أداء وظيفتها قبل قيام الثورة وبعدها ، ولم يشعر المواطن بأى تحسن فى خدمة جمع القمامة وتنظيف الشوارع ، بل على العكس ازدادت القمامة فى الشوارع وتراكمت وازداد الخطر القادم منها .. وموظفو الحى والبلدية والمحافظات ( ودن من طين وودن من عجين ) يلقون باللائمة على الشركات ، والشركات تلقى باللائمة على المحافظات التى توقفت عن دفع المستحقات ، وجباية الأموال من البيوت المصرية مستمرة ( على كل فاتورة ) حتى أصاب كل بيت حالة من القرف واليأس والإحباط ، الى أن جاء شباب الأسكندرية ووضعوا الأمر برمته على أعتاب مبنى خدمة الحى بسيدى جابر ، فربما يتحرك السيد المحافظ ورئيس الحى وموظفيه عندما تصلهم الروائح الكريهة وتعمى أبصارهم من منظر القمامة ، فيشعرون بما يشعر به المواطن العادى البسيط من كآبة منظر ، الشباب السكندرى بعث برسالته كأنه أراد القول .. بضاعتكم وردت اليكم ..فاجمعوها ..!!