قال خبراء في قطاع النقل البحري بمصر، إن حركة الملاحة في قناة السويس، طبيعية ولم تتأثر منذ بدء الغارات الجوية لتحالف عربي إسلامي على الحوثيين في اليمن قبل أسبوع تقريبا، متوقعين تأثر حركة الملاحة فقط في حال اعتبار شركات التأمين العالمية أن مسار السفن المار بمنطقة البحر الأحمر، وخليج عدن منطقة حرب، ما يدفعها لرفع رسوم التأمين علي السفن. وأعلن مسؤول فى هيئة "قناة السويس" اليوم الأربعاء أن معدلات حركة الملاحة منذ بداية الضربات الجوية ضد الحوثيين في اليمن، حتى اليوم طبيعية ولم تسجل أي تراجع في معدلاتها اليومية، وهو ما أكده وكلاء ملاحيون في مصر قالوا لوكالة الأناضول إن الأسبوع الأخير من شهر مارس الماضي والذى شهد بداية الضربات الجوية ضد الحوثيين في اليمن، لم يشهد أي إلغاء للرحلات البحرية المارة عبر القناة. وفجر الخميس 26 مارس الماضي، بدأت طائرات تحالف عربي إسلامي، تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية أسمتها "عاصفة الحزم"، استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية". وقال سمير معوض خبير النقل البحري في مصر، إن احتمالية إغلاق مضيق باب المندب غير واردة خاصة مع انتشار عدد من القطع البحرية التابعة للقوات الدولية في باب المندب، ووجود تأمين كامل لخطوط ومسارات السفن التجارية المارة، بالمنطقة سواء المتجهة للبحر الأحمر من خليج عدن أو العكس. واكتسب مضيق باب المندب الاستراتيجي، الممر المائي الواصل بين البحر الأحمر وخليج عدن ومن ثم المحيط الهندي، أهميته بعد حفر قناة السويس التي تعتبر أقصر طريق ملاحي في العالم بين الشمال والجنوب، ويمر عبر القناة نحو 12% من حجم التجارة العالمية، مما شكل أهمية حيوية لمضيق باب المندب باعتباره المدخل الجنوبي للقناة. وأضاف معوض فى تصريحات خاصة لوكالة الأناضول أن تأثير ما يحدث في اليمن قد ينعكس سلبا على معدلات المرور فى قناة السويس فقط في حال رفعت شركات التأمين العالمية رسومها للسفن المارة عبر القناة، وهو ما قد يؤثر على اقتصاديات الرحلة البحرية للسفن المارة عبر المنطقة، مما قد يدفعها لاتخاذ الطريق البديل الوحيد وهو رأس الرجاء الصالح. وقال محمد خيال رئيس الغرفة الملاحية بالسويس، إن شركات الملاحة البحرية في مصر لم يتم إخطارها من قبل التوكيلات الملاحية أو شركات التأمين العالمية، برفع قيمة التأمين أو اتخاذ أية اجراءات استثنائية بشأن السفن المارة بالمنطقة. وأضاف خيال فى تصريحات هاتفية لوكالة الأناضول أن معدلات الملاحة والرحلات في قناة السويس خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس الماضي، لم تشهد أية تغيرات خاصة بتغيير خط سيرها، أو إلغاؤها. وأوضح رئيس الغرفة الملاحية بالسويس، أن بعض التقارير الإخبارية المنشورة في عدد من الصحف العالمية أشارت إلى احتمال رفع قيمة التأمين على السفن المارة في المنطقة، مشيرا إلى أن الغرفة الملاحية لم تخطر بأية معلومات تتعلق بهذا الأمر، وأن كل التقارير التي تتلقاها الغرفة، تؤكد أن حركة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مؤمنة تماما من قبل القوات البحرية الدولية المنتشرة في المنطقة. وقال محمود رزق مدير إدارة التخطيط والبحوث بهيئة قناة السويس في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء إن الأحداث والعمليات الجارية بمضيق باب المندب لم تؤثر على مجرى قناة السويس. وأضاف رزق ، أن حركة الملاحة بالقناة منتظمة ومعدلات المرور طبيعية، مشيرا إلى أن هناك زيادة فى أعداد الحمولات العابرة بقناة السويس خلال شهر مارس، بنسبة لم يحددها. وأوضح مدير إدارة التخطيط والبحوث بهيئة قناة السويس، أن هذه الأحداث قد تكون مزعجة لكن ليس لها أى تأثير على مجرى قناة السويس أو الأعمال الجارية بمشروع قناة السويس الجديدة والمنطقة مؤمنة بالكامل.