اقترب قطار التجميد من الوصول إلى حزب الوفد بعد أن ضرب الجناح الإصلاحي داخل الحزب بقيادة د. محمود أباظة النائب الأول لرئيس الحزب عرض الحائط بجميع محاولات الوساطة التي عرضتها كثير من الجهات للقبول بحل وسط في الصراع مع د. نعمان جمعة رئيس الحزب، فضلا عن تجاهله للحكم الذي أصدره القضاء الإداري بعدم شرعية الدعوة لجمعية عمومية لانتخاب رئيس مؤقت للحزب أو فصل رئيس الحزب. وتصاعد التوتر داخل الحزب بعد تهديد أنصار جمعة برفع دعوة لفرض الحراسة علي الوفد وإبطال نتائج الجمعية العمومية بعد أن اعتبروا الدعوة إلى عقد الجمعية العمومية لاختيار رئيس جديد للحزب وفصل د. نعمان جمعة مهزلة رافضين الاعتراف بها لأن الدعوة إليها صدرت من غير ذي صفة كون رئيس الحزب الشرعي هو الوحيد المؤهل لتوجيه الدعوة لعقد جمعية عمومية. وقللت مصادر وفدية من أهمية اختيار المستشار مصطفي الطويل رئيسا مؤقتا للحزب حيث يفتقد الرجل لأي تاريخ بارز داخل الحزب كما أن الكثير من رموز الحزب لا يعرفون له مواقف تجعله مؤهلا لشعل مثل هذا المنصب المهم ، معتبرين انتخابه مهزلة جديدة تعكس رغبة مجموعة أباظة في الهيمنة علي الحزب عبر الدفع بأحد أنصارها لرئاسة الحزب. ولم تستبعد المصادر إمكانية دخول الحزب في دوامة التجميد خصوصا أن لجنة الأحزاب لم تتدخل لحسم الصراع بين الطرفين مشترطة حل النزاع رضاء أو قضاء بين الفرقاء الوفديين وهو الأمر المستبعد جملة وتفصيلا في المرحلة القادمة في ظل تمسك كل طرف بموقفه. من جانبه ، شن أحمد ناصر عضو مجلس الشعب وأحد المقربين من جمعة هجوما حادا علي مجموعة أباظة محملا إياه المسئولية عن إمكانية تجميد حزب الوفد والقضاء على دوره في الحياة السياسية عبر تركيزهم علي إخضاعه لأهوائهم والضرب بعرض الحائط مصلحة الحزب العليا. ونبه ناصر إلى بطلان جميع الإجراءات التي دعت إليها مجموعة أباظة ، مؤكدا على لجوء الشرعية داخل الحزب إلى القضاء لفرض الحراسة علي الحزب وإنقاذه من يد قلة لا تريد الخير للوفد أو الوفديين . وأكد ناصر أن إصرار مجموعة أباظة علي عقد الجمعية العمومية رغم صدور حكم قضائي بإبطاله يأتي تأكيدا على عدم احترام المجموعة للقضاء والسير بالحزب علي نفق مظلم يفضح جميع دعاويهم الإصلاحية. في المقابل، أشار محمد علوان مساعد رئيس الحزب ، وأحد أعضاء جبهة أباظة، إلى زيف جميع الدعاوى التي يتحدث عنها جمعة وأنصاره مشير إلى عزم الحزب الاستشكال ضد الحكم الذي حصل عليه د. جمعة بعدم شرعية عقد الجمعية العمومية مقللا من أهمية هذا الحكم كونه حكم أولي درجة ولست له حجة أو تأثير في هذا الاجتماع. وشدد علوان على شرعية عقد الجمعية العمومية ودافع بشدة عن انتخاب المستشار مصطفي الطويل رئيسا للحزب ، واصفا إياه بأنه وفدي أصيل يستطيع انتشال الحزب من المصير المؤلم الذي وضعته فيه ديكتاتورية جمعة ، مطالبا في الوقت د. نعمان جمعة باعتزال الحياة السياسية نزولا علي رغبة جموع الوفديين من خلال تصويتهم ضده في الجمعية العمومية ، مضيفا " جمعة لم يعد له مكان داخل الحزب وقد تجاوزت الأحداث رئاسته لأعرق حزب ليبرالي مصري ". من ناحية أخرى ، تقدم عضو بارز بلجنة حزب الوفد بمحافظة الشرقية وأحد مرشحيه في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة عن دائرة بلبيس باستقالته من عضوية الحزب الذي يشهد حاليا صراعات وانقسامات داخلية. وكان عزت محمد محمد قنديل قد تقدم بمذكرة استقالته من حزب الوفد والتي جاء فيها أن حزب الوفد يعيش حاليا فترة انشقاق لم يشهدها طوال تاريخه كما أنه دخل في تحالفات مع أحزاب وقوى أخرى على الساحة السياسية دون استشارة الجمعية العمومية .. مشيرا إلى أن قرار الاستقالة نهائي ولا رجعه فيه.