أعلن قائد ميداني برئاسة أركان الجيش الليبي، المنبثق عن مجلس النواب المنعقد في طبرق (شرق)، إن اثنين من قيادات التيار السلفي الجهادي من الجنسية التونسية، قتلا خلال مواجهات مع قوات الجيش في مدينة بنغازي، شرقي ليبيا. وفي تصريح لوكالة الأناضول، اليوم الخميس، قال القائد العسكري الميداني حمزة الفاخري: "الإرهابي السلفي الجهادي التونسي أبو زهير التونسي قتل الاثنين الماضي خلال مواجهات جرت مع القوات الخاصة بالجيش الليبي (المنبثق عن مجلس النواب) في محور بوعطني". وأضاف الفاخري أن "أبو زهير التونسي وهو أمر (قائد) كتيبة البتار الجهادية التي تتخذ من مدينة درنة (شرق) مقرا رسميا لها وتقاتل الجيش الليبي إلى جانب تنظيم أنصار الشريعة وكتائب الثوار في بنغازي منذ أشهر كان قد قتل في اليوم نفسه الذي قتل فيه محمد العريبي الشهير ب(بوكا) قائد مليشيات درع ليبيا 2 (تجمع لكتائب الثوار) وأهم قيادات مجلس شورى ثوار بنغازي". وتابع أنه "بحسب المعلومات الاستخباراتية فإن أعضاء كتيبة البتار نصبوا تونسي آخر لخلافة أبو زهير في إمرة الكتيبة"، مشيراً إلى أن الآمر المنصب حديثا قتل أيضا الأربعاء خلال قصف للجيش الليبي بالمحمر ذاته (بوعطني)". وعن تفاصيل مقتل القائد الجديد لكتيبة البتار قال الفاخري "القائد الجديد لكتيبة البتار و اسمه أبو عبد الرحمن التونسي قتل خلال قصف جوي نفذه الجيش في إطار عملية (الشهيد) التي أطلقها الجيش انتقاما لمقتل 7 من جنوده في هجوم انتحاري نفذه تنظيم داعش الثلاثاء". ولقي 8 أشخاص بينهم انتحاري و أصيب 12 آخرون بجروح الثلاثاء الماضي في تفجير استهدف تمركز لقوات الجيش الليبي المنبثقة عن مجلس النواب بمنطقة الليثي في بنغازي، بحسب ما صرح ل"الأناضول" في وقت سابق فضل الحاسي آمر التحريات بالقوات الخاصة التابعة للجيش فيما تبني تنظيم "داعش" علي مواقع مقربة منه التفجير. ونشر التنظيم صورة لملثم جالس داخل سيارة نوع تيوتا (بساط) رافعا أصبعه السبابة كعلامة للتوحيد التي يشتهر بها أتباع التيار السلفي الجهادي ومكتوب علي الصورة "أبو يقين التونسي تقبله الله الغائر علي تجمع للصحوات (مسلحين من أهالي يوالون الجيش) وجند الطاغوت في الليثي". وردا علي ذلك أعلن قال العقيد ميلود الزوي الناطق الرسمي باسم القوات الخاصة برئاسة أركان الجيش المنبثقة عن مجلس النواب في وقت سابق للأناضول أن " الجيش الليبي أطلق عملية عسكرية انتقامية سميت (عملية الشهيد ) ردا علي مقتل جنوده الذين قضوا في عملية انتحارية بمنطقة الليثي ". وبحسب الزوي "فإن العملية العسكرية التي بدأت ليلة الثلاثاء الأربعاء قد نفذت بهجوم بري واستخدمت فيها المدفعية والطيران الحربي الليلي الذي قصف مواقع المتشددين إضافة للأسلحة الثقيلة المتوسطة". وعن ذلك تابع القائد الميداني بالجيش الليبي حمزة الفاخري أنه " بعد مقتل الجنود السبعة في الجيش خلال عملية انتحارية الثلاثاء أطلق الجيش عملية (الشهيد) واستخدم فيها المدفعية والطيران الحربي وقصف معسكر 36 التابع للجيش بمنطقة بوعطني ببنغازي والذي تتمركز فيه كتيبة البتار بعد قدومها من مدينة درنة وذلك القصف أودي بحياة أبو عبد الرحمان التونسي الذي خلف ابو زهير التونسي في قيادة كتيبة البتار". وبحسب الفاخري فإن "الهجوم علي معسكر 36 صاعقة (أحد الثكنات الخاصة بالجيش وسيطر علية تنظيم أنصار الشريعة منذ أكثر من 6 أشهر وتتمركز فيه حاليا كتيبة البتار) أدى إلى انفجار الدشم (مخازن للذخيرة تحت الأرض) والاستطلاع رصد أن أغلبهم مليشيات البتار وانسحبت من المكان ". وكتيبة البتار الليبية هي احدي الكتائب الموالية لتنظيم "داعش" تشكلت في مدينة درنة قبل سنوات وكانت قد أعلنت في 9 يونيو الماضي مقتل أميرها العسكري السابق المهدي سعد أبو الأبيض الغيثي الذي قضي متأثرا بجراح أصيب بها علي يد احد أفراد كتيبة شهداء أبوسليم (جهادية في درنة) بعد خلاف بينهم بحسب بيان رسمي لها.
وتستمر في مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية المعارك المسلحة منذ أشهر بين تنظيم أنصار الشريعة والثوار من جهة وبين قوات دخلت المدينة قادمة من الشرق الليبي وهي تابعه لرئاسة أركان الجيش الليبي المنبثقة عن البرلمان المجتمع بطبرق ومناصرين لها من المدنيين من جهة أخرى.
وقد اندلعت تلك المعارك في مختلف المناطق ببنغازي منتصف شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي بعد دخول قوات رئاسة أركان الجيش الليبي القادم بعضها من شرق ليبيا مدعومة بمسلحين مدنيين من الأحياء بينما أعلن التصدي لها أفراد تنظيم أنصار الشريعة وكتائب الثوار الإسلامية المتحالفة في جسم يعرف بمجلس شوري ثوار بنغازي.