عقد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اليوم الأربعاء، جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس السوداني عمر البشير، تناولت التعاون الثنائي المشترك، ومستجدات الأحداث الإقليمية الدولية. وقالت وكالة الأنباء السعودية اليوم إنه "جرى خلال جلسة المباحثات بحث التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وسبل دعمه وتعزيزه في مختلف المجالات، ومستجدات الأحداث الإقليمية والدولية". وحضر جلسة المباحثات الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، والأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي ووزير الزراعة عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي ، ووزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي وسفير السعودية لدى السودان فيصل بن حامد معلا ، وفقا للوكالة السعودية. كما حضرها من الجانب السوداني وزير شؤون رئاسة الجمهورية صلاح ونسي محمد، ووزير الخارجية علي أحمد كرتي، ومدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول ركن محمد عطا عباس، ومدير مكتب رئيس الجمهورية الفريق طه عثمان وسفير السودان لدى المملكة عبدالحافظ إبراهيم محمد، بحسب الوكالة السعودية. ووصل البشير إلى العاصمة السعودية الرياض في وقت سابق من اليوم، في زيارة هي الأولى للرئيس السوداني للسعودية، بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في أعقاب وفاة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 23 يناير الماضي، بعد مشاركته في جنازة العاهل الراحل في اليوم نفسه. وتأتي الزيارة بعد 4 أيام من تسلم البشير، مساء السبت الماضي، رسالة خطية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز تتعلق بتعزيز العلاقات بين البلدين. وبحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية، قال سفير الرياضبالخرطوم، فيصل بن حامد معلا، عقب تسليمه الرسالة للبشير، إن "الرسالة تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية ودعمها"، مضيفاً "نحن في طور تطوير وتنمية العلاقات المشتركة وتعزيزها والوصول بها إلى آفاق أرحب". وعبر السفير السعودي عن رغبة بلاده في أن "ترتقي العلاقات بين البلدين إلى مستوى أفضل". وتتصدر السعودية قائمة الاستثمارات العربية في السودان بأكثر من 4 مليارات دولار، وهي ثاني أكبر شريك تجاري لها بعد الصين. وتوترت العلاقة بين الخرطوموالرياض بشكل واضح عقب رسو سفن إيرانية حربية في الساحل السوداني على البحر الأحمر في أكتوبر الأول 2012. ورغم سعي الخرطوم لموازنة علاقتها بين طهرانوالرياض باستضافتها لسفن حربية سعودية في فبراير 2013، إلا أن العلاقات لم تتحسن بعد أن استقبلت البحرية السودانية مجددا سفنا إيرانية في سبتمبر 2013. وفي مارس 2014، أوقفت الرياض تعاملاتها المصرفية مع البنوك السودانية وقلصت إيراداتها من الماشية السودانية التي تقدر بنحو 50% من حاجتها ضمن إجراءات وصفها خبراء تحدثوا لوكالة الأناضول، وقتها، بأنها "عقابية". وأقر وزير الخارجية السوداني علي كرتي في مايو الماضي، ولأول مرة، بتوتر العلاقة بين بلاده والسعودية وكشف عن رفض الخرطوم لعرض إيراني بإنشاء منصة دفاع جوي على ساحل البحر الأحمر للحد من عمليات القصف الإسرائيلي المتكررة للأراضي السودانية حتى لا ترى السعودية أنها موجهة ضدها. وفي سبتمبر الماضي، أغلقت الحكومة السودانية المركز الثقافي الإيراني بحجة "تجاوز التفويض الممنوح.. وتهديده للأمن الفكري والاجتماعي"، إلا أن خبراء تحدثوا لوكالة الأناضول، وقتها، قالوا إن السبب الرئيسي للإغلاق هو "محاولة الحكومة استرضاء الرياض الغاضبة من التقارب بين الخرطوموطهران".