إذا كان الزميل والصديق الأستاذ يحيى قلاش يستحق التهنئة على فوزه بمقعد نقيب الصحفيين، فإن النقيب السابق الزميل والصديق ضياء رشوان يستحق الشكر على أدائه العامين الماضيين في ظروف وبيئة سياسية وأمنية واجتماعية هي الأسوأ في تاريخ مصر كله. قلاش.. مناضل نقابي كبير، ومخزون من الخبرة النقابية، كانت فعلاً تؤهله لمنصب أرفع مسؤول في النقابة.. فيما يأتي انتخابه ضرورة يقتضيها واقع شديد البؤس لم تعرفه نقابة الصحفيين منذ نشأتها عام 1941. ولا ننسى أن قلاش، عاصر سنوات صعود النقابة، وعايش هيبتها الأولى، ورأى رأي العين بأن رصيدها الحقيقي، كان في "الهيبة".. ولعله كان مصيبًا حين قال في لقائه مع زملائه بصحيفة "المصريون" يوم 19 مارس 2015، بأن مبنى نقابة الصحفيين الحالي بنسخته المبهرة والحداثية تكلف 35 مليون جنيه بني ب"الكرامة" وليس بالاستذلال والاستجداء.. وقال إن خروج الجمعية العمومية منتصرة في معركة قانون 93 لسنة 95، والمعروف بقانون "اغتيال الصحافة".. هو الذي مهد لبناء هذا المبنى الفريد من نوعه بين نقابات مصر الأخرى. في تقديري أن قلاش، سيقدم خدمة مختلفة لزملائه الصحفيين، وربما يكون أقرب إليهم رحمًا من غيره، فهو شديد الوعي بمشاكل المهنة، ومحنة المئات من الصحفيين، وتراجع الأجور بشكل لم يكن يتوقعه أحد، حتى بات أجر الصحفي يحتل المرتبة رقم 72 على مؤشر أجور المهن المختلفة، بعد كان أن رقم 2 أو في المرتبة الثانية بعد رواتب القضاة، عام 1964. ومن جانب آخر، فإن سعادتي بالتشكيلة الجديدة لمجلس نقابة الصحفيين لا تعدلها سعادة أخرى، فالاختيار كان موفقًا إلى حد كبير، وكل زملائي الذين فازوا بالمقاعد الستة، مهنيون وغير مؤدلجين، وغير محسوبين على أي من التيارات السياسية المثيرة للجدل، أو تلك التي تعطي الأولوية للأيديولوجي على النقابي. وأعتقد أن المجلس والنقيب على هذا النحو سيعيدان الثقة مجددًا بينهما وبين الجمعية العمومية، وأتوقع أن تصطف الأخيرة خلف النقيب والمجلس، للتصدي لكثير من التحديات الخطيرة، وليعلم زملائي الصحفيون بأن الجمعية العمومية هي أعلى سلطة في النقابة، وكلمتها حال اجتمعت على رأي واحد، تُمسي قانونًا ملزمًا لكل الأطراف داخل النقابة وخارجها.. وأن الجمعية العمومية هي مصدر الهيبة والكرامة، حال استشعرت الخطر، وارتبطت مجددًا بالنقابة، تجتمع دون أن يدعو إليها أحد، مع كل موقف جلل وخطير، وأخطرها على الإطلاق، هي الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في الشارع الآن، والتي بلغت حد التصفية بالخرطوش، والرصاص الحي. مبروك للزميل يحيى قلاش.. ولزملائي الفائزين: حاتم زكريا، خالد ميري، محمود كامل، محمد شبانة، إبراهيم ابو كيلة وأبو السعود محمد.. وليثقوا بأننا سنساندهم وسنصطف خلفهم، لانتزاع حقوقنا.. والحق ينتزع انتزاعًا.. لن ينتزع الحق، إلا بالوحدة والاصطفاف خلف النقيب ومجلسنا الجديد. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.