بعد أن وقعت هزيمة يونيو 1967 كان الإحساس بأن أحد أسباب الهزيمة كان فى البعد عن منهج الله تعالى وأن نظام عبد الناصر قد سقط يوم النكسة وانتهى بموته عام 1970 . ثم جاء السادات من بعده ليتكلم عن دولة العلم والإيمان , وشهدت القوات المسلحة فى أعقاب النكسة تطوراً ملحوظاً تمثل فى إدارة التوجيه المعنوى التى قامت بدور كبير فى حشد القوات المسلحة نحو قضايا تحرير سيناء واسترداد الأرض من منطلق عقائدى وإيمانى , كما أن التضحية من أجل هذه القضية هى من الواجبات الدينية , وأن الذى يموت فى معركة التحرير ضد المحتل هو فى زمرة الشهداء . ولقد ظل الشحن المعنوى مستمراً طوال حرب الإستنزاف , من خلال خطباء من وزارة الأوقاف , يخطبون الجمعة أسبوعياً فى الوحدات العسكرية , ويقومون بالرد على استفسارات الجنود , ويسهمون فى التعبئة للحرب بشكل مباشر , تبلور عندما حانت لحظة إقتحام قناة السويس فعلت تكبيرات الجنود بكلمة ( الله أكبر ) وتكررت مع كل ضربة مجداف للقوارب التى تعبر القناة إلى الضفة الشرقية تحمل الجنود البواسل وهم مصممون على النصر أو الشهادة , ولقد وجدت مكبرات الصوت تقف عند المعابر التى أنشأها سلاح المهندسين وتخاطب الجنود بكلمات تلهب الحماس, وتدفع نحو الإقدام وعدم التراجع حتى يتحقق النصر . لقد كانت مشاهد رائعة ضربت فيها القوات المسلحة المثل فى التضحية والفداء, حتى سطرت أسطورة اقتحام المانع الحصين الذى أنشأه اليهود على الضفة الشرقية وهو ما عرفه العالم بأسم ( خط بارليف ) بقليل من التضحيات لم يكن من المتوقع أن تحدث مثلها . إن قضية الإيمان تلعب دوراً رئيساً عند تحقيق الأهداف والطموحات فحينما يشعر الجندى أنه يعمل عملاً مشروعاً لا غبار عليه فإنه يقدم وهو غير قلق على روحه بل يكون سعيداً أنه يضحى من أجل دينه وأمته , ومن هذا المنطلق ينبغى أن نفسح المجال بعد ثورة 25 يناير كى يتجه المواطن إلى بناء وطنه ويضيف إلى رصيد حسناته , وبالتالى فإن من يعوق مسيرة البناء والتنمية هو عدو لهذا الوطن ومسئ إلى أمته ويحمل أوزاراً من الشر بقدر ما يصنعه من أحداث مضادة تحول دون تحقيق أهداف الثورة التى حملت فى جنباتها مواطن الخير الكثير , وتريد أن ترسى معالم نهضة فى مصر خلال مرحلة هامة من تاريخ البلاد , فعلى كل من يهمه الأمر فتح الباب أمام كل متعاون على الخير والبر وكذلك على أطياف الشعب المختلفة الاطمئنان إلى أن المسيرة التى تمتلئ جوانبها بالإيمان تخطو فى ثقة وعزم وبصيرة نحو الغايات والطموحات . والله المستعان