ألقى الهجوم الذي استهدف متحف باردو في العاصمة تونس، قبل يومين، بظلاله على أجواء إحياء التونسيين للذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال، اليوم الجمعة؛ إذ تظاهر المئات في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة رفضا للإرهاب. وردد المتظاهرون شعارات تدعو إلى الوحدة الوطنية ونبذ كل أشكال التطرف والإرهاب، منها "تونس حرة حرة.. والإرهاب على برة"، فيما أدت فرقة موسيقية نحاسية تابعة للجيش النشيد الرسمي. وعلى هامش المظاهرة، التي خرجت في شارع الحبيب بورقيبة الذي يعتبره التونسيون رمزا للحرية، جرى تنظيم مجموعة من الفقرات التنشيطية الموجهة للأطفال . ورفع المحتجون لافتات تدعو العالم إلى التعاطف مع ضحايا حادثة باردو، وزيارة تونس لإنجاح الموسم السياحي الذي تشير توقعات المراقبين إلى أنه تلقى ضربة قاسية بفعل هذه الهجوم. مريم البشيري، إحدى المشاركات في المظاهرة، كانت تحمل لافتة كتب عليها: "أنا باردو.. أنا تونسي". وقالت مريم ل"الأناضول": "أدعو المتعاطفين في العالم مع تونس لزيارة بلدنا الجميل(...) سنقضي على الإرهاب ولا مكان للمتطرفين في بلدنا". وأشارت إلى أنها أطلقت مبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي مع مجموعة من أصدقائها للترويج للسياحة التونسية ولصورة تونس في الخارج. كما دعا سامح مبروك، أحد المشاركين في المظاهرة، "كل التونسيين والأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني، إلى لعب دورها التوعوي، حتى لا يجد الإرهاب حاضنة في المناطق المهمشة والفقيرة". ويعتبر هجوم باردو الأعنف منذ بداية ملاحقة السلطات التونسية للجماعات الارهابية عام 2012 حيث خلف 23 قتيلا منهم 20 سائحا، وهو أول هجوم إرهابي يستهدف السياح في تونس عقب ثورة 2011. وتحتفل تونس اليوم بالذكرى 59 لاستقلالها عن فرنسا بعد استعمار استمر لمدة 75 سنة.