ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الهجوم, الذي استهدف في 18 مارس متحف باردو, وجه ضربة جديدة للسياحة, التي تعتبر حيوية لتونس, في الوقت الذي تكافح فيه لترسيخ التحول الوحيد إلى الديمقراطية بعد ثورات الربيع العربي. وأشارت الصحيفة في تقرير لها في 19 مارس إلى المخاوف المتزايدة من أن الحكومة العلمانية في تونس قد تميل إلى العودة إلى السلطوية في جهودها للقضاء على التهديدات الإرهابية.
وتابعت " الهجوم يثير أيضا تساؤلات عما إذا كان سيتم إلقاء اللوم على فصيل السبسي الأكثر علمانية لفشله في حل المشكلة بشكل أكثر فعالية من الإسلاميين, الذين قادوا المرحلة الانتقالية".
وتبنى تنظيم الدولة "داعش" الهجوم على متحف باردو في تونس العاصمة, والذي تسبب بمقتل 23 شخصا, أغلبهم سياح أجانب، مهددا -في تسجيل صوتي نشر على الإنترنت- التونسيين بمزيد من الهجمات. وجاء في البيان "في غزوة مباركة يَسَّر الله أسبابها على أحد أوكار الكفر والرذيلة في تونس المسلمة، انطلق فارسان انغماسيان من فرسان دولة الخلافة هما أبو زكريا التونسي وأبو أنس التونسي مدججين بأسلحتهما الرشاشة والقنابل اليدوية مستهدفين متحف باردو الذي يقع في المربع الأمني للبرلمان التونسي". وانتهى التسجيل بتهديد واضح موجه إلى التونسيين "إن ما رأيتموه اليوم أول الغيث بإذن الله ولن تهنأوا بأمن أو تنعموا بسلام وفي الدولة الإسلامية رجال كهؤلاء لا ينامون على ضيم". ومن جانبها, أعلنت الرئاسة التونسية في 19 مارس عن اعتقال تسعة أشخاص يشتبه في صلتهم بالهجوم، أربعة منهم لهم علاقة مباشرة بالهجوم, أما الخمسة الآخرون فيشتبه في أن لهم صلة بالخلية التي نفذته. ونقلت قناة "الجزيرة" عن وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي قوله :"إنه لولا تدخل قوات الأمن لكانت حصيلة الهجوم على المتحف أكبر بكثير، حيث كان المهاجمان يحملان حزامين ناسفين", فيما كشفت رئاسة الحكومة التونسية عن هوية المنفذيْن، وهما ياسين العبيدي وحاتم الحنشاوي, موضحة أن حصيلة الهجوم بلغت 23 قتيلا، منهم عشرون سائحا أجنبيا. وكان الهجوم نفذه مسلحان في المتحف الوطني الملاصق لمقر البرلمان بضاحية باردو في تونس العاصمة, ما أسفر أيضا عن إصابة 44 شخصا. وقالت مصادر أمنية تونسية أن منفذي الهجوم, هما ياسين العبيدي (من حي شعبي بتونس العاصمة), وحاتم الخشناوي من محافظة القصرين (غربي تونس), فيما ترددت تقارير في البداية عن انتمائهما لما تسمى كتيبة عقبة بن نافع, التي تقول السلطات التونسية, إنها مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وبدوره, قال مراسل "الجزيرة" إن التونسيين أثبتوا وقوفهم صفا واحدا ضد الإرهاب إثر الهجوم الذي استهدف السياح الأجانب في المتحف. ونظمت أحزاب -بينها حركة النهضة والجبهة الشعبية- مساء الأربعاء 18 مارس وقفة بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة شارك فيها بضع مئات. وردد المتظاهرون هتافات, وحملوا لافتات تندد بالإرهاب, مؤكدين مساندتهم لقوات الأمن والجيش. ومن جهته, دعا اتحاد الشغل -أكبر منظمة نقابية في البلاد- إلى التظاهر أيضا في 19 مارس أمام مقر البرلمان في باردو, والذي وقع الهجوم على مسافة أمتار منه. وأصدرت مختلف الأحزاب والمنظمات التونسية بيانات تندد بالهجوم, فيما أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن الإرهاب في تونس سيُهزم