وصل ماثيو فانديك المخرج الأمريكي الشاب من بالتيمور في فبراير إلى ليبيا لمتابعة أحداث الثورة، وبعدما أمضى ستة أشهر في سجون معمر القذافي، يشارك اليوم في معركة سرت إلى جانب قوات النظام الجديد وانضم ماثيو إلى صفوف الثوار في مارس وأكد أنه لن يغادر ليبيا قبل تحريرها بالكامل وقبل أن تعود إليها الحضارة. وقال الشاب النحيل البالغ من العمر 32 عاما والذي يرتدي اللباس العسكري "يجب الا يموت احد. حتى مجانين القذافي يجب ان يستفيدوا من مطاعم المكدونالدز والاشياء الجيدة التي ستأتي الى ليبيا بعد تحريرها" وماثيو الذي جاء ليشهد على الثورة ويمضي وقتا الى جانب الثوار وليس بالضرورة للقتال، وقع في مارس في كمين في البريقة واودع عندها في سجن ابو سليم بطرابلس في زنزانة انفرادية ل161 يوما من دون ان يتعرض للعنف. وقال إن تلك الفترة كانت الاصعب لأن والديه وصديقته في الولاياتالمتحدة اعتقدوا انه ميت. وأضاف "كنت وحيدا، انه عذاب نفسي كبير وكان رجال القذافي ينوون اعدامي" واحتفل ماثيو بعيد ميلاده ال32 في يونيو الماضي في زنزانته. وفي اغسطس تمكن من الفرار مع سجناء اخرين عندما كان الثوار يشنون هجومهم النهائي على العاصمة الليبية. وكانت لليبيا دائما "مكانة خاصة" بالنسبة الى ماثيو خصوصا بسبب "معاناة الشعب الليبي" وكانت والدته اقلته الى المطار يوم غادر الولاياتالمتحدة لكنها لم تكن تعلم انه كان ينوي حمل السلاح الى جانب الثوار. الا انها كانت تثق بابنها الذي قام بمغامرة قطع خلالها الاراضي العراقية على دراجته النارية. وماثيو الذي لم يكن لديه أي خبرة عسكرية سابقة، قال انه "تعلم فن القتال" في الأشهر الماضية وانه يقود سيارة جيب مجهزة برشاش من طراز 12,7 مم في حين ما زالت قوات المجلس الوطني الانتقالي تحاصر سرت. وقال في حين تتساقط على بعد عشرات الامتار منه قذائف تطلقها قوات القذافي في شرق سرت "لدي اصدقاء هنا. كان القرار سهلا. الشعب يعاني. عندما اتيت لم يكن هناك بعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي او حلف شمال الاطلسي. كنا وحدنا ضد القذافي". وتابع "معظم المقاتلين هنا غير محترفين حتى في صفوف القوات الموالية للقذافي" ويتنقل ماثيو دائما برفقة صديقه الليبي نوري فناس، ومعا شهدا المعارك الاكثر ضراوة في البريقة والان في سرت احد اخر معاقل القذافي. وعندما لا يكونان على خط الجبهة، يرافقان المراسلين الاجانب في جولة على خطوط الجبهة. وقال "اذا كانت تدور معارك افتح النار من رشاشي. واذا كانت الامور هادئة ارافق الصحفيين لانه من المهم ان يعرفوا كيف تسير المعارك". وتابع "هذه الحرب صعبة جدا. واظهر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي شجاعة كبيرة ويبذلون كل الجهود لتحقيق النصر. اسلحتهم قديمة يعود معظمها الى سبعينات وثمانينات القرن الماضي. حتى اننا نستخدم اسلحة تعود الى الحرب العالمية الثانية!". واقر الشاب بان الاستيلاء على سرت "صعب" مضيفا "قد يستغرق الامر بضعة اسابيع". واوضح "يطرح القناصة مشكلة كبرى. انهم متعصبون ويواصلون القتال حتى بعد ان نقصف المدينة قصفا عنيفا" الا ان ماثيو يؤمن ان الحرب سنتتهي بسرعة وانه سيعود قريبا الى الولاياتالمتحدة.