في الوقت الذي ينفي فيه رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة وجود أي اعتصام بالجامعة، ويؤكد على انتظام سير الامتحانات والعملية التعليمية، فإن شهادات الطلبة وتصريحاتهم تؤكد وجود إضراب للطلبة واعتصام داخل الحرم الجامعي منذ حادثة وفاة يارا طارق. في يوم التاسع من شهر مارس الجاري، توفت الطالبة بالفرقة الأولى بالجامعة الألمانية “يارا طارق” تحت عجلات أوتوبيس الجامعة خلال عودتها من الجامعة إلى منزلها في تمام الساعة الخامسة عصرًا. يارا كانت في انتظار أوتوبيس جامعتها الذي تستقله للعودة إلى منزلها، لكنها تعثرت وسقطت على الأرض ليقوم أوتوبيس آخر خاص بالجامعة أيضًا بدهسها. كما تشير تحقيقات النيابة إلى أن يارا فوجئت أثناء وقوفها بجانب أحد أتوبيسات الجامعة، بسائق أتوبيس ثانٍ يسير بسرعة تجاهها؛ مما أدى إلى دهسها بين الأتوبيسين وسقطت تحت عجلاته، مما أدى إلى إصابتها بكسر في الجمجمة أدت إلى وفاتها في الحال، طبقًا لتحقيقات النيابة. مع صرخات يارا طلب باقي الطلاب من السائق التوقف حيث تم نقلها إلى المستشفى الجوي لتلفظ أنفاسها الأخيرة في تمام الساعة التاسعة مساءً. مطالب وفي أعقاب الحادثة قام عدد من طلاب الجامعة بالاعتصام داخل الحرم الجامعي، وتقديم بعض المطالب لرئيس الجامعة وإدارتها. من بين هذه المطالب كان محاسبة المسئول عن مقتل يارا، خصوصًا وأن شهادات بعض الطلبة أشارت إلى منظر سائق الأوتوبيس وهو “يلطم على رأسه” ويجلس على الأرض بدلًا من محاولة إسعاف يارا، كما أن ردود فعل باقي السائقين اتسمت بالبرود عندما يردون على الطلبة قائلين: “نعمل إيه إحنا اتصلنا بالإسعاف” ، بحسب ما ذكر موقع ساسة بوست. الطلاب طالبوا الجامعة بتقديم المتسبب للنيابة، وقاموا بالإعلان عن عدم حضور المحاضرات لحين الوصول إلى ما أسموه “المتسبب الأساسي” في الحادثة. كما طالبوا بفتح تحقيق فوري من قبل إدارة الجامعة لمحاسبة المتسببين في وفاة زميلتهم. إدارة الجامعة وقد صرحت إدارة الجامعة أنها قامت بتسليم السائق الذي صدم الطالبة إلى التحقيق، حيث تم حجزه بالنيابة. كما قررت إدارة الجامعة إلغاء محاضرات كليتي الصيدلة والهندسة ليتمكن الطلبة والطالبات من حضور جنازة زميلتهم يوم 10 مارس. وقامت الجامعة بإرسال بريد إلكتروني إلى الطلبة أعربت فيه عن حزنها العميق لفقدان يارا، كما أعربت إدارة الجامعة عن تعازيها وأساها لأسرة الفقيدة. وكان عدد من أولياء أمور الطلبة قد التقوا الدكتور محمود هاشم رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة لحثه على الاستجابة لمطالب أبنائهم، لكنهم فوجئوا برد صادم منه عندما قال: “هو ده نظام الجامعة واللي مش عاجبه يحول”، مما أثار حفيظة أولياء الأمور الذين هددوا باتخاذ إجراءات تصعيدية منها رفع دعاوى قانونية ضد إدارة الجامعة. كما طالب أولياء الأمور وزير التعليم العالي بالتدخل الفوري لحل المشكلة. تحركات الطلاب الطلاب رفضوا الرسالة الإلكترونية الخاصة بإدارة الجامعة، وأعلنوا عن اعتصامهم وإضرابهم لحين محاسبة المتسببين في الحادثة. كما أعلن اتحاد الطلاب عن وقف كافة أنشطته، وأنه سيقوم الفترة القادمة بالتركيز على توفير بيئة آمنة للطلبة داخل جامعتهم بدلًا من الأنشطة الترفيهية. ورفض طلاب الجامعة المعتصمون داخل الحرم الجامعي دخول امتحانات “الميد تيرم”، وذلك بدعوى تعنت إدارة الجامعة ضدهم وعدم تلبية مطالبهم، حيث قام الطلاب بالتجمع أمام قاعات الامتحانات مرددين هتافات تحث على عدم دخول الامتحانات. الطلاب قاموا بالتقدم بشكوى رسمية لكل من السفارة الألمانية في القاهرة والاتحاد الأوروبي ووزارة التعليم العالي الألمانية، في إطار تصعيد ردود الفعل، وكمحاولة للضغط على إدارة الجامعة من أجل تلبية مطالبهم. ذهول الطلبة وقد أوضحت شهادة عدد من طلاب الجامعة ما وصل إليه الناس عامةً في مصر من قلة الاهتمام. الطالب أحمد شريف كمال قال: “الناس مبقتش بتحس وبقى العادي والطبيعي أن كل يوم يموت شوية بالكوم. الموضوع مبقاش غريب أو صعب، يارا ماتت بسبب إهمال من أصغر موظف لأكبرهم، للأسف كلنا كام يوم وهننسى، والحياة هتكمل عادي، وهنسيب الحزن ده لأهلها، ربنا يرحمها ويجعل مثواها الجنة”. الطالب أحمد سعد قال: “الناس اللي بتقول بتتعلموا بفلوسكم علينا في الجامعات الخاصة، خدوا الجديد وبنموت بفلوسنا بردو”، و”تخيل أهلك يشتركولك في باص الجامعة علشان خايفين عليك تسوق في الطريق، فيقوم نفس باص الجامعة يخبطك وكمان وأنت جوة جامعتك”. ردود الفعل وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت التعليقات المعبرة عن الصدمة والحزن من هذه الحادثة، وتثمن اعتصام طلاب الجامعة الألمانية.