شن إسرائيليون، هجوما لاذعا على مصر، على خلفية استمرار احتجاز الإسرائيلي إيلان جرابيل في مصر بتهمة التجسس لحساب المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، إلى الحد الذي شبه فيه البعض المصريين بأنهم مثل "قراصنة الصومال يخطفون البشر ويتلقون الفدية"، في إشارة إلى العرض الأمريكي الأخير بتقديم حوافز لمصر مقابل الإفراج عن المتهم الذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضا. ففي تعليقهم على ما أوردته تقرير صحيفة "يديعوت حرونوت" الأحد بشأن التطورات الأخيرة في قضية جرابيل، كتب أحد الإسرائيليين قائلا إن "المصريين عصابة من المجرمين يخطفون البشر مقابل المال"، وهو ما أكده آخر بقوله: "المصريون يتصرفون كقراصنة الصومال يخطفون البشر مقابل الفدية ألا يشعرون بالخجل ألا يستحون"؟. وكان يشيران بذلك إلى طلب عضو الكونجرس جارى أكرمان`الإفراج عن جرابيل مقابل زيادة المعونة الأمريكية لمصر، وإعلان "مجموعة الضغط من أجل الإفراج عن جرابيل" على "الفيس بوك" أن عملية الإفراج عنه ستعود على مصر بفوائد كثيرة، من أجل مزيد من الدعم الأمريكي الاقتصادي للقاهرة. في حين كتب ثالث قائلا: "علينا أن نقلدهم (أي المصريين) بأن نخطف أي رجل أعمال مصري ونطلب مساعدة اقتصادية لإعادته، لسنا بحاجة إلى تلفيق تهمة التجسس لرجل الأعمال الذي سنقوم باختطافه، فماذا سيفعل مصري بإسرائيل، إنه مثير للشفقة". وإلى ذلك أشار إسرائيلي آخر قائلا: "العرب يريدون مالاً على أي لفتة إنسانية يقومون بها، ليس مهم عندهم الاتهامات بالتجسس ما دام الحديث يدور عن دفع رشاوى لهم، ترى كم سيطلب المصريون مقابل إطلاق سراح مبارك؟." وتساءل أحد المعلقين: "ترى ماذا كان سيفعل رئيس وزراء تركيا إذا اعتقل المصريون تركيًا بتهمة التجسس؟ كانت تركيا ستعتقل عددا من المصريين في المقابل وبنفس التهمة وحينها تتم صفقات التبادل واحد مقابل واحد". في حين وصف معلق آخر مصر بأنها "عصابة مافيا كولومبية.. المصريون يطالبون ويتحدثون عن الديمقراطية وهم وقحون"، على حد تعبيره. وفي لفتة إلى الضغوط الأمريكية اعتبر أحد الإسرائيليين أنه من "حسن حظ جرابيل أنه أولا أمريكي وثانيا أن هناك انتخابات أمريكية، لهذا قام أوباما بالإذعان للوبي اليهودي"، مشيرا بذلك إلى المساع الأمريكية التي تصاعدت وتيرتها خلال الآونة الأخيرة للإفراج عن المتهم بالتجسس ل "الموساد" في مصر. من ناحيته، رأى يسرائيل حسون عضو الكنيست عن حزب "كاديما" في تصريحات نقلتها القناة العاشرة الإسرائيلية، أن اعتقال جرابيل جاء "نتيجة للمنافسة بين أجهزة الأمن في فترة تمر فيها مصر بمرحلة ضبابية". وأضاف: "في أي منافسة مؤسساتية يقوم أحدهم باعتقال شخص ما بشبهة تجسسه لصالح إيران، بينما يريد شخص آخر التفوق على الأول ويقوم باعتقال إيلان جرابيل بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وأثناء ذلك يتضح أن الأمور ليس لها أي أساس من الصحة على الإطلاق"، على حد قوله. وكان القنصل الأمريكى ريرتو باورز زار السبت، ايلان جرابيل، الإسرائيلي المتهم بالتجسس لحساب "الموساد"، والذي حضر بصحبة والديه اللذين حضرا من الولاياتالمتحدة للاطمئنان على نجلهما، وسط أنباء عن اعتزام مصر الإفراج عنه خلال الفترة القادمة، مع تصاعد الضغوط الأمريكية المطالبة بإطلاق سراحه. وتمت الزيارة بسرايا النيابة؛ وذلك بعد سماح نيابة أمن الدولة العليا، بعد أن تقدم القنصل الأمريكي بالقاهرة بطلب بهذا الخصوص إلى نيابة أمن الدولة العليا في الأسبوع الماضي للسماح بزيارته. ويأتي التدخل الأمريكي في قضية جرابيل، نظرا لأنه كان قد دخل البلاد جواز السفر الأمريكي وليس الإسرائيلي. وألقت أجهزة الأمن القبض جرابيل داخل أحد فنادق وسط القاهرة بتهمة التجسس على مصر, حيث ضبط معه جهاز كمبيوتر محمول واسطوانات مدمجة "سي دي" ووحدة تخزين رقمية متنقلة "فلاش ميموري"، كان يستخدمها في أعمال التخابر.