أنهت آمال المطالبين بضرب السد.. و«مصر» تعطي «إثيوبيا» فرصة ذهبية للتمويل بلقاء المستثمرين "ابتسامة خاطفة" أثارت جدلاً كبيرًا بين المتخصصين في ملف سد النهضة الإثيوبي، حيث أومئ الرئيس عبدالفتاح السيسي بموافقته على كلام رئيس الوزراء الإثيوبي مريام ديسالين، عندما تحدث عن السد، واصفًا ماحدث بين مصر وإثيوبيا خلال الفترة الماضية بالمفاوضات البناءة. وقال ديسالين خلال كلمته بالمؤتمر الاقتصادي الذي انطلق اليوم بشرم الشيخ، إن "إثيوبيا ومصر أبناء نيل واحد، تربطنا علاقات مشتركة وقوية، وجميعًا في مركب واحد، إما نغرق سويًا أو نعوم معًا، وقد اخترنا أن نعوم معًا"، في إشارة إلي الاتفاقية المنتظر توقيعها بين مصر والسودان وإثيوبيا والتي تعترف مصر خلالها بحق إثيوبيا في إقامة سد النهضة وحصول مصر على نسبة من الكهرباء المتولدة عنه، وتعرف ب "وثيقة تقاسم مياه نهر النيل". وعلق الدكتور نادر نور الدين، الخبير والمتخصص في ملف الزراعة والري على تلك الابتسامة، قائلاً: "لا أمان لهم، وكلمة رئيس الوزراء الإثيوبي كلها خبث ضد مصر"، مؤكدًا أن مايحدث هو ضياع لحقوق مصر التاريخية من المياه، ودعوة إثيوبيا للمؤتمر الاقتصادي "خطأ كبير". وقال نور الدين إن "إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي بأن مصر وإثيوبيا اختارتا طريق المفاوضات للتباحث حول سد النهضة الذي تم بناؤه بقرار منفرد وفرضه فرضًا على مصر لهو مخاطبة للعالم بأن السد أصبح في أمان ولا خطورة من عمل عسكري مصري ضده وعليهم أن يعودوا لتمويل السد". وأوضح "إثيوبيا لن تتعهد لمصر بأي شئ ولا بضمان حصتها الحالية من المياه ولا بنت الثقة مع مصر بدليل أنها أصرت على تمديد عمل المكتب الاستشاري لسنة كاملة بدلا من خمسة أشهر، وجمدت المفاوضات لأربعة أشهر والعمل يجري ليل ونهار". وتابع، "لا أدري سبب توجيه الدعوة أساسًا لإثيوبيا سوى لإعطائها فرصة ذهبية للقاء أكبر تجمع لملوك ورؤساء وحكومات ومستثمرين ورجال أعمال لا يمكن أن تجدهم في أي مكان آخر". وقالت الدكتورة باكيناز زيدان، أستاذ الموارد المائية بجامعة طنطا، إن "إثيوبيا تحاول "كسر عين" مصر، وذلك عن طريق محاولتها كسب أرضية جديدة واستقطاب المؤيدين لسدها". وأضافت، "لايجب أن نلوم مصر بعد ذلك عن أي عمل تقوم به ضد إثيوبيا مادامت قد استنفذت كل الطرق السلمية، ومادامت قد قدمت الحلول العديدة لحل الأزمة وتصر إثيوبيا على مطلبها، مستنكرة في الوقت ذاته الاتفاق الذي تم مؤخراً بين مصر وإثيوبيا". وقال هاني رسلان، رئيس وحدة مياه نهر النيل بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، إنه "لا قيمة لاية أحاديث إثيوبية إن لم يرافقها اتفاقات مكتوبة، هؤلاء قوم جبلوا على المكر والخداع ، وبهذه الصفات عاشوا في أعلى الهضبة الإثيوبية وسيطروا على الإثنيات الأخرى من حولهم". الجدير بالذكر، أن مصر وإثيوبيا والسودان قد توصلت إلى اتفاق مبدئي بشأن وثيقة "تقاسم مياه نهر النيل"، والتي تنص على اعتراف الجميع بوجود سد النهضة الإثيوبي كأمر واقع، مع الأخذ في الاعتبار عدم تأثر دول المصب ببناء السد، الأمر الذي فسره مراقبون ومتخصصون في الملف على أنه "هزيمة ساحقة" لمصر في مفاوضتها مع إثيوبيا.