قال ضابط سوري رفيع منشق: إنَّ أكثر من 10 آلاف جندي انشقوا، ويهاجمون الشرطة التي تُجبر الناس على الولاء للرئيس بشار الأسد. وقال ناشطون محليون: إنَّ عمليات المنشقين في الرستن، وهي بلدة يقطنها 40 ألف شخص، وتقع على مسافة 180 كيلومترًا شمالي دمشق، تجري تحت قيادة الملازم عبد الرحمن الشيخ، الذي ينتمي إلى حركة الضباط الأحرار التي تحالفت مع الجيش السوري الحر (منشق أيضًا عن قوات الأسد) الأسبوع الماضي. والنشطاء هم من ينشرون أخبار ما يجري على الأرض للإعلام عبر الهاتف والإنترنت؛ لأنَّ السلطات تمنع التغطية الإعلاميَّة إلا عن الإعلام الحكومي. وقال العقيد رياض الأسعد، قائد "الجيش السوري الحر" ل"رويترز" عبر الهاتف من مكان غير معلوم إنَّ الهجمات التي تتبنى نمط حرب العصابات تركز على المخابرات الحربية ومخابرات القوات الجويَّة، وهي الشرطة السريَّة داخل صفوف الجيش التي تعمل على ضمان عدم حدوث تمرد في الجيش. وأضاف الأسعد أن هذه الشرطة السرية لها دور كبير خلف خطوط الجيش وفي نقاط التفتيش على الطرق؛ حيث تطلق النار على الجنود الذين يعصون الأوامر. وبحسب العقيد المنشق فإن "الضباط الأحرار" أداءهم تحسن بشكل واضح الأسبوع الماضي، غير أنهم يستهدفون الشرطة ولا يشتبكون مع الجيش للمساعدة في حشد التأييد لقضيتهم. وفيما يخص الجيش السوري عموما قال الأسعد إن معنويات الجيش السوري منخفضة، والانشقاقات تتزايد في أنحاء سوريا، لكن جنودا كثيرين لا يتركون الجيش؛ خوفا من أن يقتلهم النظام أو يقتل عائلاتهم. وقال إن هدف "الجيش السوري الحر" هو حماية المظاهرات السلمية، وإسقاط النظام، مشيرا إلى أن أكثر من عشرة آلاف جندي انشقوا عن الجيش، وأن نحو 70 من القوات المنشقة والمدنيين قتلوا في الهجوم على الرستن منذ يوم الثلاثاء، مقدرا الخسائر بين القوات المهاجمة بالمئات. وما زال الجيش والأجهزة الأمنية تحت السيطرة شبه الكاملة للأسد، لكن المنشقين عن الجيش شكلوا وحدة باسم الجيش السوري الحر تحت قيادة الأسعد وهو ضابط بالقوات الجوية عمره 50 عاما من أدلب قرب الحدود مع تركيا. وأحجم الأسعد عن تقدير المدة التي يمكن أن يظل الأسد متمسكًا فيها بالسلطة، لكنه قال إن التأييد الدولي للمنشقين ولو في السر في الوقت الحالي سيساعد في إسقاط النظام بسرعة كبيرة. وفي لهجة تحذيرية قال منشق آخر- لم تورد الوكالة اسمه- في محافظة أدلب شمال غربي الرستن إن المنشقين في البلدة يستخدمون أساليب حرب العصابات ضد القوات الموالية للأسد والمسلحة جيدًا، وأضاف، يخطئ الأسد إذا اعتقد أنه يستطيع إنهاء الهجوم سريعًا، الأرض الزراعية تجعل من الصعب على الجيش النظامي إغلاق المنطقة.