قالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية إن السعودية تحت قيادة العاهل الجديد الملك سلمان تتجه على ما يبدو نحو تحسين العلاقات مع قطروتركيا، وتخفيف موقفها من "الإخوان المسلمين" بهدف إضعاف إيران، وهو التحول الذي يمكن أن يؤدي إلى ضغوط على حليفتها مصر للتصالح معهم أيضًا. وأضافت أن هذا الضغط يهدد بانقسامات معلنة في التحالف بين مصر والسعودية وهما أقوى دولتين سنيتين في المنطقة، مشيرة إلى تعاون البلدين في عهد العاهل الراحل الملك عبدالله، الذي توفي في يناير الماضي، ضد المسلحين والإخوان ونفوذ إيران الشيعية في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وذكرت أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي يرفض حتى الآن أي مصالحة مع تركياوقطر، الداعمتان الرئيسيتان في المنطقة للإخوان المسلمين، العدو الأول للسيسي"، فيما لفتت إلى أن "العاهل السعودي الملك سلمان يرى التهديد الأكبر متمثلاً في إيران أو الجماعات المتشددة مثل القاعدة وداعش. وقد تعطي كلا من قطروتركيا دفعة لجبهة ضد هؤلاء الخصوم". ونقلت الوكالة عن براين دواننج، المحلل السياسي في واشنطن، قوله إن الحكومة والملك الجديد في السعودية قد يشعران بأن الطرق القديمة لا تجدي نفعًا". وأشارت الوكالة إلى زيارة السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية الأسبوع الماضي، ولقاء كل منهما على حدة بالملك سلمان. ونقلت الوكالة عن مسؤولين مصريين مطلعين على المحادثات الثنائية تأكيدهم أن الطرفين ناقشا العلاقات المصرية مع كل من قطروتركيا، قائلين إن السيسي أخبر نظيره السعودي بأن "سياسات قطروتركيا تستمر في نشر العنف والإرهاب في المنطقة". وتابعت الوكالة قائلة إن "ثمن أي تحسن في العلاقات مع تركياوقطر سيكون على الأرجح تخفيف في الحملة ضد الإخوان، بعد أن كان الملك عبدالله قد تبنى نهجًا متشددًا ضد الجماعة بعد الخطوات التي قامت بها القاهرة ضدها وتصنيفها منظمة إرهابية". وأشارت إلى أنه "بعد فترة وجيزة من وفاة الملك عبد الله، بدت لمحات النهج السعودي الجديد، فقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إن المملكة ليس لديها مشكلة مع الإخوان، ولكن مع أعضاء محددين ولائهم للمرشد العام للجماعة". فيما قال خالد الدخيل، الكاتب بصحيفة "الحياة" اللندنية التي يملكها أحد أعضاء العائلة الملكية السعودية إن مصر لا ينبغي أن تتوقع "شيكًا على بياض" أو تتجاهل مصالح الرياض، وأنها لا تستطيع أن تقول للسعوديين ألا يكونوا روابط أعمق مع تركيا فقط لأن أنقرة تدعم الإخوان. وذكرت الوكالة أن السيسي رفض أي تلميح بأن العلاقة مع السعودية قد توترت منذ وفاة الملك عبدالله. وفي خطاب له يوم 22فبراير، سعى لتأكيد احترام القاهرة وامتنانها للدعم المالي الذي قدمته السعودية وحلفاؤها في الخليج لها. وهناك نقطة رئيسية يتفق فيها السيسي مع القيادة السعودية الجديدة، حيث حذر من أن المنطقة بأكملها ستضر لو ترنحت مصر.