حسام غالي أصبح في توتنهام بعد التعاقد رسميا منتقلا من نادي فينورد الهولندي لينضم إلى زميله المصري أحمد حسام "ميدو". أحمد حسن وعبد الظاهر السقا في طريقهما لناد كبير في انجلترا، وأنباء عن مفاوضات مع أبو تريكة وبركات ومحمد عبد الوهاب وابراهيم سعيد وعصام الحضري، وعمرو زكي، وأحمد فتحي. هذا ما نطالعه في أخبار الكرة حاليا بعد انتهاء البطولة الأفريقية والذي لم يتأكد لنا منه سوى ما يخص حسام غالي، وهو في الأصل محترف منذ ثلاث سنوات في الخارج. وقد ينجح أحمد حسن والسقا المحترفان في تركيا في اللعب بالدوري الانجليزي، لكني أشك وأرجو أن اكون مخطئا في احتراف لاعبينا الآخرين الذين يلعبون في الدوري المحلي. السبب معروف للجميع، وهو أن الأندية المحلية لا تريد التفريط في لاعبيها في سبيل دوري ضعيف لا قيمة له ولا يمكن أن يسفر عن احتكاك قوي يؤهل لاعبينا للمباريات الأفريقية القوية على مستوى المنتخبات! نجمنا القديم حسن الشاذلي حاول أن يثبت عكس ذلك بقوله ان اللاعبين المحليين هم الذين فازوا ببطولة الأمم الأفريقية 2006 وهي نتيجة غير صحيحة لأن مقدماتها التي اعتمد عليها الشاذلي غير صحيحة أيضا! الصحيح أن يقارن المستوى الواقعى للاعبينا بمستوى محترفي المنتخبات الأفريقية. المقارنة ستكون بلا شك ظالمة للاعبينا، فحتى العريس حسن شحاتة نفسه لا يستطيع أن يقول أن لاعبينا هم الأفضل أو أن منتخبنا هو الأقوى، وبالفعل لم يتورط في مثل هذا القول! نيجيريا وحدها لديها 280 محترفا في في العالم، وأرقام قريبة من ذلك من لاعبي غانا والكاميرون والسنغال والكونغو وكوت ديفوار وغيرهم! أما لاعبو مصر المحترفون في الخارج فيعدون على أصابع اليد ورغم ذلك، فيما عدا ميدو وغالي، تأكلهم الغربة والبعد عن الأهل والخلان ويحنون لليوم الذي يعودون فيه الى مصر من أجل ابنائهم، مثلما يفعل لاعبنا أحمد حسن أفضل لاعب في البطولة، وكما عاد مؤخرا أفضل ناشئ في أفريقيا محترف خارجيا، وهو اللاعب أحمد سمير فرج الذي استعاده ناديه "الأهلي" على سبيل الاستعارة من ناديه في فرنسا.. لماذا.. وهل يحتاج الأهلي الغني بلاعبيه الأفذاذ الى ناشئ يمكن ان يكون له شأن كبير لو ترك يأخذ فرصته مع الاحتراف ويتعود على حياته القاسية! على فكرة أنا اعرف هذا اللاعب الصغير منذ كان يتدرب في فرع النادي الأهلي بمدينة نصر، هو لاعب موهوب خطير، ربما يصبح أخطر لاعب في مصر خلال السنوات القادمة. كان لا يزال طفلا صغيرا عندما فوجئت بادارة تحرير مجلة "المجلة" الدولية التي تصدر من لندن وكنت مديرا لمكتبها في القاهرة، تطلب التفتيش عن هذا الطفل المعجزة واجراء حوار معه! لقد استغربوا في الأهلي عندما سألنا عنه، وتساءلوا يومها: لماذا هو تحديدا وكيف وصل أمره الى لندن؟! وعرفت فيما بعد أن احدى الصحف الانجليزية كتبت عن موهبته بعد أن لفت نظر أحد الكشافين الانجليز بمستواه مع فرق الأشبال في الأهلي وقدرته المميزة على التهديف! هل يأتي اليوم الذي يكون لنا اكثر من 50 لاعبا في الأندية الأوروبية لنختار منهم 23 لاعبا في منتخبنا يخوضون غمار بطولة 2008 في غانا! ربما يحدث ذلك لو تخلصنا من الذاتية والمصالح الضيقة، وفكر اتحاد الجبلاية بشكل علمي وواقعي وابتعد عن المهرجانات الكلامية التي نراها عليها حاليا، في وقت يتنافس فيه الجميع للأسف الشديد على سرقة الفرح! لقد ضحكت بسخرية عندما قرأت عن خطط اتحادنا المبجل للحفاظ على المستوى الذي وصلت اليه مصر كرويا وعدم تمزيق هيكل منتخبها، وذلك بتنظيم مباراة شهرية مع منتخب اوروبي! كيف يمكنهم ذلك، وما هي الفائدة العظيمة التي سيجنونها من هذا اللقاء الشهري الودي؟!.. إنهم يفكرون ويفكرون وسيتحفوننا بالاجابة العبقرية بعد حين! المطلوب الآن هو شجاعة الاعتراف أولا بأن دولة مثل الكونغو تواجه حربا أهلية ويعيش شعبها في حالة من الضنك قدمت منتخبا قويا من المحترفين لعب أمامنا وضغط علينا وجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا رغم أننا اكتسحناه بأربعة أهداف! وأن غينيا التي لا تزيد حالتها المعيشية والأمنية والاقتصادية عن الكونغو ابهرت الجميع وقدمت كرة راقية جميلة، وسيظل نجومها محفورين في ذاكرتنا، لأنه منتخب محترفين! لنتذكر بواقعية مباراتنا مع محترفي السنغال ونسأل: ماذا لو تأخر هدف عمرو زكي وكنا قرب النهاية، وماذا لو احتسب الحكم ضربة الجزاء الصحيحة ضدنا. كيف كنا مضغوطين من اليمين والشمال والعمق.. لو أن لاعبي السنغال يلعبون في بلادهم، هل كان مدربهم عبد الله سار سيجد تلك النجوم التي جعلته واثقا من قدرتهم على هزيمتنا والصعود الى النهائي! لنتذكر أيضا قولة هنري ميشيل مدرب كوت ديفوار قبل مباراة الدور النهائي.. لقد أكد ثقته الشديدة بالفوز لأنه حسب قوله يلعب بكتيبة محترفين ضد كتيبة محليين! لا أقلل من الفوز بالبطولة، ولا من امكانيات لاعبينا ومهاراتهم، لكني لا أريد أن نسرق الفرح بالتهويل من امكانياتنا فننسى الأمراض التي تعاني منها الكرة المصرية، ولا أقلل من الدور الذي لعبه حسن شحاتة وقدرته على قيادة فريقه، بل إن ما اكتبه هنا هو تعظيم لهذا الدور فقد لعب بالأدوات المتوفرة له واستطاع بذكاء ان يكسب البطولة من منتخبات يمكن ان نقول عنها بكل ثقة وطمأنينة أنها اوروبية! إن نماذج مصرية كثيرة في غير كرة القدم اثبتت تفوقها عندما قررت ان تغترب وتستفيد من الامكانيات المتوفرة لها في الخارج.. وهنا علينا ان نتوقع ماذا لو أصبحت لنا كتيبة محترفين يلعبون في انجلتراوفرنسا وهولندا والمانيا والبرتغال واليونان وتركيا وغيرها!