حذر عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية من الخطر الذي يهدد الثورة، عبر محاولة قوى كثيرة اختطافها، إلا أنه قال إنها لم تنته أو تضيع كي نستردها في الجمعة القادمة، في إشارة إلى الدعوة إلى مظاهرة مليونية "جمعة استرداد الثورة" يوم الجمعة 30 سبتمبر. وقال: علينا أن نضمن استمرار الخط الثوري في مصر، لكن ليس بالضرورة بالمليونيات فهناك طرق كثيرة للحفاظ على الثورة بعيدا عن المليونيات، وأثنى على الثورة المصرية، مؤكدا أنها ذات زخم وأهمية كبيرة في العالم العربي كله وعلينا أن ندرك أن الشرق الأوسط والعالم العربي من حولنا تتغير سياساته شكل جذري. وطالب موسى الذي كان يتحدث في مقابلة لبرنامج "الحياة اليوم" على فضائية "الحياة" مساء الاثنين بضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية والتي وصفها بالاستثنائية والدقيقة والحساسة في تاريخ مصر، قائلاً إنه في كل الأحوال يجب أن تكون قصيرة المدى وأن تنتهي ويتوقف على نجاحا كيفية الانتقال السلمي المنضبط للدولة المدنية. واعتبر أن ستة أشهر مدة كافية لإنهاء المرحلة الاستثنائية في تاريخ مصر، وهي مرحلة ليست طبيعية ونحمد الله أنها مرت بأقل خسائر ممكنة. وقال إن المرشحين للرئاسة الذين اجتمعوا هذا الأسبوع طالبوا المجلس العسكري بضرورة إنها الفترة الانتقالية وبدء إجراء الانتخابات البرلمانية ونقل السلطة بشكل سلمي لرئيس مدني منتخب لتبدأ مصر عهدها الجديد. وتابع: لا يصح أن يطول الوقت في المرحلة الانتقالية والسرعة مطلوبة فكنا نأمل اليوم أن نرى قانون الانتخابات ويكشف عن الدوائر الانتخابية، فنحن لا نعلم لماذا التباطؤ وهذا أمر يقلقنا ويزيد من حيرة الناس ويكثر من المليونيات والاحتجاجات. وأكد أنه يفضل الانتخابات بالقائمة ويتحفظ على النظام الفردي، وشدد على ضرورة أن تتم الانتخابات بدون تأجيل لأنه ليس هناك أي مبرر لتأجيلها. واقترح موسى أن يتم تشكيل لجنة من مائة شخص يمثلون الأحزاب والحركات والنقابات والأزهر والكنيسة لكي يقوموا بمعاونة المجلس العسكري ليساعدوه على عبور المرحلة الانتقالية بسلام. ورفض موسى الكشف عن برنامجه الانتخابي في الوقت الراهن، وقال: الآن أنا أطرح أفكاري ورؤيتي للمستقبل لكن برنامجي الانتخابي سأعلن عنه مجرد أن يتم فتح باب الترشح للرئاسة. وطالب بأن يكون هناك دور للشباب على الساحة السياسية خلال الفترة المقبلة، وأثنى على القرار بخفض سن الترشح للبرلمان ل 25 عاما، ودعا إلى تعيين الشباب في المجالس المحلية في المحافظات، وقال: يجب النزول بسن المرشح للمحليات إلى 21عاما. وأشار إلى أن مصر مليئة بالشباب وعلينا الاستفادة من قدراتهم وطاقتهم في خدمة الوطن، لافتا أيضا أن مصر غنية بالخبراء في كل مجال الحياة وبأفكارهم نستطيع أن نبني مصر بسواعد الشباب وأفكار الخبراء. وأيد موسى الإبقاء على المادة الثانية من الدستور، التي تنص على أن الشريعة هي المصدر الرئيس للتشريع في مصر ضمن الدستور الجديد. ورأى أن الأساس لتكوين دولة جديدة هيما الديمقراطية والإصلاح، وقال إنه يميل إلى نظام اللامركزية كأسلوب جديد لإدارة مصر، والتي ستكون أساس المرحلة المقبلة في حال وصوله للرئاسة. وتحدث موسى عن علاقة مصر بإسرائيل في حالة لو أصبح رئيسا، وقال: هذه العلاقة ستتوقف على ما سيكون في المستقبل، فإسرائيل حتى الآن لم تتغير سياستها، مما دفعت الجميع لكراهيتها، ولو استمرت سياستها على هذا المنوال فالمستقبل مظلم، فليس من العدل أن تستمر فلسطين بلا دولة معترف بها ولن يسمح الشعب المصري بعد الآن بأن تصبح مصر كنزاً استراتيجيا لإسرائيل. وعن العلاقة المصرية الأمريكية، قال موسى: يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل، لكنه قال: للأسف الرئيس أوباما خيب توقعاتنا بأن يلعب دور الوسيط النزيه في الاعتراف بفلسطين كدولة في الأممالمتحدة. وتطرق المرشح الرئاسي المحتمل إلى جولاته في قرى وصعيد مصر، وقال إنه تألم جدًا حينما زار العشوائيات واستمع للناس وشاهد كيف أن عائلة كبيرة تعيش داخل حفرة ولا يوجد خدمات لا صحية ولا تعليمية والإهمال والخلل الصارخ في كل مكان. وأضاف إنه بعد هذه الصورة تأكد أن مصر حدث فيها إهمال كبير جدا في الإدارة جعل الناس يفقدون الأمل في التغيير, وتعهد بأنه سيعمل ويجتهد بشتى الطرق كي ينقذ مصر من كبوتها من خلال أسلوب جديد للإدارة وهو أسلوب "اللامركزية". ونفى موسى أن يكون بينه وبين الناس أي حواجز، وروى أنه في إحدى العشوائيات أمسكت بيده سيدة مصرية بدينة- وعلى حد تعبيره- جرجرته في يدها إلى مكان بعيد عن الناس، وحكت له عن مشاكلها ومشاكل عائلتها وبعد ان استمع إليها قالت له: أعلم أنك لست في الحكومة الآن ولكن أقص عليك ما تراه عندنا كي تعرف مشاكلنا وتهتم بنا لو أصبحت رئيس لمصر. وقال موسى معلقا على جولاته بالمناطق الشعبية والعشوائية، إنه رأى ضرورة النزول للمصريين في كل مكان سواء قرية أو عشوائيات أو مدينة حتى يعرف الناس عن قرب طالما سعى لترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة، فواجب عليه أن يتقن عمله بشكل جيد بأن يتحدث للناس ويرى مشاكلهم عن قرب لا من خلال تقارير ووسطاء.