يستطيع المجلس العسكري بالقراءة المبكرة وإدراك أهمية الوقت أن يمنع التصعيد القادم المحدد له 30 سبتمبر تحت شعار "جمعة انتهاء الطوارئ". العسكر يفهمون قبل غيرهم أهمية التوقيت، فدقيقة واحدة أقل أو أكثر في الخطط الاستراتيجية قد تعني خسارة حرب. الجمعة القادمة التي يجتمع حولها الجميع إلا قليلا حتى من كان يعارض تلك المليونيات – وأنا واحد منهم - متوهما أنه يعطي بذلك الفرصة للمجلس العسكري لكي يقوم بالتغيير وينفذ أجندة الثورة، لكنه خذلنا جميعا مرتدا عن وعوده للشعب، مكتفيا بنظرية خطئتها الأحداث الأخيرة، وهي أنه لولا موقفه ما نجحت للثورة. احتفاء أنصار مبارك بشهادة المشير يؤكد أن تلك النظرية كانت مجرد دعاية، فمعنى الاحتفاء أن المشير أنكر في شهادته أن يكون الرئيس المخلوع أصدر أمرا باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين أو ضربهم. هذا هو المعنى الذي نفهمه من الاحتفاء. فإذا كان صحيحا فما البطولة التي يمكن أن ننسبها للمجلس العسكري، وما الفعل الذي يمكن أن ينسب إليه أنه حمى الثورة وأنجحها؟! تضاف إلى ذلك الاجراءات السوداء الأخيرة التي اتخذها وأسوأها على الاطلاق "تفعيل قانون الطوارئ" فهو بمثابة ردة كاملة عن الثورة. بهذا التفعيل صودر العدد الأخير من صحيفة "صوت الأمة" وأوقف أمن الدولة السابق الذي غير اسمه إلى الأمن الوطني، الصحفي عمرو الشوبكي لعدة ساعات في مطار القاهرة، ومنع صحفية فرنسية من الدخول. لن نطيل.. وإنما ننصح المجلس العسكري، النصيحة نفسها التي كتبتها لمبارك في مقال صبيحة 26 يناير الماضي. عليك إدراك الوقت ولا تتخذ القرار متأخرا. الشعب يطالبك ومعه كل القوى السياسية والمرشحون المحتملون للرئاسة بانهاء العمل بقانون الطوارئ أو إحالته للمحكمة الدستورية العليا للبت في شرعيته. وتحديد جدول زمني لانتقال السلطة لحكومة منتخبة ورئيس منتخب في موعد غايته فبراير من العام القادم. لنقرأ للمجلس العسكري الموقف الشعبي من طريقة إدارته للحكم حتى نساعده على الاستدراك السريع. فعلى تويتر وفيسبوك بدأ نشطاء كتابة بيانات على شكل اقرارات يكتبها كل منهم بشكل فردي. تقول إحدى الصيغ: أعلن أنا (ثم يضع الإسم) عدم اعترافي بشرعية المجلس العسكري كحاكم لمصر، إذا لم يلتزم بالإعلان الدستوري الذي أصدره والاستفتاء الذي وافق عليه الشعب. وتقول صيغة أخرى: أعلن عدم اعترافي بالمجلس العسكري كحاكم لمصر بعد يوم 30 سبتمبر، وأعلن رفضي لتمديد حالة الطوارئ بعد يوم 30 سبتمبر حسب الإعلان الدستوري والاستفتاء الذي وافق عليه الشعب المصري. وقام النشطاء بجمع عشرات الآلاف من هذه البيانات الفردية لمنح مليونية الجمعة 30 سبتمبر زخما وقوة دفع. بجانب تلك البيانات وضع الشباب الرسالة رقم "28" التي أصدرها المجلس العسكري على صفحته بالفيسبوك ومضمونها ما يلي "يؤكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه لا صحة للأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة عن تأجيل انتخابات الرئاسة لعام 2012. كما يؤكد المجلس أن القوات المسلحة تسعى لانهاء مهمتها في أسرع وقت ممكن وتسليم الدولة إلى السلطة المدنية التي سيتم انتخابها بواسطة هذا الشعب العظيم". تاريخ البيان للتذكرة هو 27 مارس 2011 حتى لا يتحجج المجلس العسكري بأن الإعلان الدستوري حدد خارطة طريق نقل السلطة بالانتخابات البرلمانية ثم الدستور ثم الرئاسة ومعنى ذلك أنه لن يكون هناك رئيس قبل مارس 2013 أدركوا الوقت أكرمكم الله... فما أشبه الليلة بالبارحة. [email protected]