أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أهمية المؤتمر الصوفي الذي انطلق بالقاهرة السبت، مشددا على أنه ذلك ليس فقط لأهميته من الناحية العلمية والأكاديمية باعتباره أول مؤتمر من نوعه يعقد في رحاب الأزهر ويجمع كوكبة من علماء الأمة من مشارق الأرض ومغاربها، بل أيضًا من ناحية السلوك لأن التصوف علم مشروط بالتطبيق السلوكي القويم وأضاف خلال استقباله لوفد عال المستوى من العلماء المشاركين بالمؤتمر، إن مجتمعاتنا في أمس الحاجة إلى نهضة سلوكية وإن الحضارة هي سلوك أولا وأخيرا، معتبرا أن التصوف يمثل قوة كبيرة من ناحية العدد ومن ناحية التأثير. وشدد على أهمية اختيار شيوخ الطرق الصوفية على أسس علمية تجمع بين الشريعة والحقيقة، وأن يكونوا مستوفين لشروط المربي والمرشد وأن يتزودوا بالعلم قبل الوصول إلى منصب الإرشاد، رافضا في الوقت ذاته تقسيم المسلمين إلى أشراف وغير أشراف، في ظل الواقع الذي يعيشه المجتمع. وتابع خلال استقباله للعلماء الممثلين لأكثر من 35 دول عربية وإسلامية ومن أنحاء العالم بينهم مفتى دمشق وعلماء من اليمن، إن "قلب القاهرة يتمزق وينزف دما بسبب الدماء التى تسيل حاليا فى البلاد العربية"، فى إشارة إلى القمع الدموي للاحتجاجات وعمليات القتل اليومية بسوريا واليمن وليبيا. وفى الوقت الذي تجاهل فيه الدكتور "عبدالفتاح البزم مفتي دمشق في كلمته أمام المؤتمر عمليات القتل التي يمارسها نظام بشار الأسد يوميا ضد المواطنين العزل ورفض التحدث إلى الصحفيين حول الشأن السورى, ندد الداعية اليمني الحبيب الجفري في كلمته بمن أسماهم أ "الحكام الظلمة الذين يسفكون الدماء من أجل الحفاظ على كراسيهم وعروشهم". وفي حين لم يذكر الجفري بالاسم الرئيس اليمنى عبد الله صالح، الذي يواجه حركة احتجاجات شعبية متصاعدة تطالب بتنحيه عن السلطة التي وصلها قبل أكثر من 30 عامًا هاجم من أسماهم بالسياسيين الذين ينهبون ثروات الشعوب. وفي كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور حسن الشافعي الرئيس السابق للجامعة الإسلامية بباكستان وكبير مستشاري شيخ الأزهر أمام المؤتمر، وبحضور على فياض ممثل ل "حزب الله" الشيعي اللبناني وعدد من علماء الدين اللبنانيين، نفى شيخ الأزهر أن يكون التصوف امتدادا للتشيع. واعتبر التصوف ظاهرة سنية المذهب, خاصة وأنه لم يعرف على مدار التاريخ أن الشيعة انشغلوا بالتصوف إلا بعد مرور قرنين من الهجرة النبوية، وأشار إلى وجود اختلاف بين الصوفية الذين هم يعتنقون المذهب السنى والشيعة الذين يعتقدون بالكمال والعصمة لأئمة آل البيت. وأشاد الطيب بالتعاون المثمر بين علماء الأزهر وعلماء التصوف في إحداث نهضة علمية سلوكية تحقق النهضة لمجتمعاتنا وكقوة فاعلة وتصحيح مسار مجتمعاتنا إلى الأفضل. ورأى أن "الجهاد في الإسلام لا يعني العدوان على أحد، لكن الجهاد الذى نحن مأمورين به هو لتحرير الأرض التى يغتصبها الأعداء والدفاع عن العرض والعقيدة". من جانبه، ألقى الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية كلمة نيابة عن الوفود المشاركة في المؤتمر أكد فيها شكره العميق لشيخ الأزهر ورعايته للمؤتمر. وشدد على أهمية دور الأزهر المؤسسة الإسلامية الأكبر بالعالم الإسلامي، ووصفه بأنه يمثل القلعة المنيعة والمظلة التي تجمع مسلمي العالم تحت رايته. وأكد أن علماء التصوف حول العالم قادرون على الإسهام وبفاعلية في دعم المساعي والتوجهات نحو تحقيق الإصلاح الشامل والتنمية الحقيقية في جميع القطاعات المجتمعية.