رصدت كاميرا الأناضول، أوضاع نحو عشرة آلاف من الإيزيدين العراقيين، الذين فضلوا البقاء على جبل سنجار، ولجأوا إليه هرباً من هجوم تنظيم داعش على قضاء سنجار، ذو الغالبية الإيزيدية، في 3 أغسطس الماضي، إذ يعيش هؤلاء النازحين وسط ظروف صعبة في خيم بالية أقاموها بإمكانياتهم الخاصة على الجبل. ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها الأناضول، اليوم الاثنين، فإنه رغم العملية العسكرية التي قامت بها قوات البيشمركة في أطراف قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، إلا أن ظروف النازحين الإيزيديين لم تشهد أي تغييرات، حيث لا يزالون يعانون نقصاً في مياه الشرب والواد الغذائية والملبس. ويصر النازحون الإيزيديون في البقاء على الجبل، حتى يتم تحرير قضاء سنجار بالكامل من يد تنظيم داعش، حيث لا تتوفر الطاقة الكهربائية، في المخيم، ويجلبون ماء الشرب على ظهور الحمير من العيون الموجودة على الجبل، الذي لا يكفي لسد احتياجاتهم، بينما يستخدمون الحطب الذي يتم جمعة للتدفئة، في الوقت الذي يطالبون الحكومة العراقية والقوى الدولية وإقليم شمال العراق، بالتدخل العاجل لتحرير قضاء سنجار من يد داعش. وأفادت "هازر خلف"، التي قضت أشهر مع أبنائها وأحفادها في خيمة على الجبل، أن داعش قتل إبنها وإبنتها، وأن بقية الشباب توجهوا إلى قتال التنظيم، ولم يبق في المخيم سوى النساء والشيوخ والأطفال، مشيرة إلى أنها تفضل الموت على الأوضاع المأساوية التي يعيشونها عقب سيطرة داعش على مناطقهم. وتشكو خلف، ومعها سكان المخيم من عدم كفاية المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الحكومة العراقية وسلطات إقليم شمال العراق لهم، مضيفة أن المواد المرسلة لهم قديمة ومهترئة، وأن المخيم خالٍ من الأطباء، حيث يلقي أغلب المرضي حتفهم في الطريق خلال نقلهم إلى محافظة دهوك الشمالية. وكان تنظيم داعش قد اجتاح قضاء سنجار (124 كلم غرب الموصل) الذي يقطنه أغلبية من الإيزيديين في الثالث من شهر أغسطس 2014، قبل أن تتمكن قوات إقليم شمال العراق (البيشمركة) المعززة بغطاء جوي من التحالف الدولي من تحرير الجزء الشمالي من قضاء سنجار وفك الحصار عن الآلاف من العوائل والمقاتلين المحاصرين بجبل سنجار.
