أثارت الزيارة الخاطفة والتي لم تتخط ست ساعات، للرئيس عبدالفتاح السيسي، للسعودية، أمس الأحد، الجدل داخل الأوساط السياسية العربية والمحلية، بعد أن تداولت أنباء عن لقاء مصالحة مرتقب بين السيسي وأردوغان وهو ما لم يتم بصورة مباشرة، بحسب تأكيدات مصادر ل"المصريون"، وأن زيارة السيسي كانت تمهيدًا وجس نبض لحوار مفتوح للم شمل مصر وتركيا وقطر، بعد قطيعة دامت أكثر من عام ونصف منذ أحداث عزل الرئيس مرسي في يوليو 2013، وذلك لمواجهة العمليات الإرهابية التي أحاطت بالمنطقة، وتنامي ظاهرة التطرف. في هذا السياق، قال اللواء محمد علي بلال، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للسعودية، لم يكن على جدول أعمالها التقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو الأمر الذي أكده السيسي قبل انطلاق رحلته القصيرة للسعودية. وأضاف "بلال" في تصريح ل"المصريون"، أن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز كانت لديه رغبة في الاستماع لوجهة نظر السيسي، في المصالحة مع قطر وتركيا. وأشار إلى أن زيارة أمير قطر تميم، للسعودية الأيام الماضية والتي تلتها زيارته لأمريكا، هي محاولة من جانب ملك السعودية لتجميع الدول المتصارعة مع مصر، لتأييد السيسي في عملياته المقاومة للإرهاب في ليبيا. ولفت "بلال" إلى أن موقف السعودية بدا واضحًا في دعم مصر في حربها ضد الإرهاب، من خلال بيان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، الداعم لمصر، نظرًا لكون السعودية هي أكبر الدول في مجلس التعاون. كما أشار "بلال" إلى أن زيارة السيسي الخاطفة للسعودية، كانت رغبة من ملك السعودية أيضًا في معرفة موقفه من الدول التي ستحضر مؤتمر القمة العربية المنعقد في مصر في الفترة المقبلة، وأي من أطراف الصراع في الدول العربية التي تحدث فيها حروب أهلية سيوجه إليه الدعوة. وفسّر الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير الدولي، زيارة السيسي الخاطفة للسعودية والتي لم تستغرق سوى 6 ساعات، بكثرة انشغالات السيسي بأمور الدولة. وقال "اللاوندي" ل"المصريون"، إن العودة السريعة للسيسي لا تتعلق بوجود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السعودية، مضيفًا أن عودة السيسى من السعودية في نفس اليوم ليس لها أي علاقة بوجود خلافات بين مصر والملك سلمان، كما تدعي بعض وسائل الإعلام لأن العلاقات بين مصر والسعودية مستقرة وأفضل ما يمكن ولا يوجد أي غبار عليها والملك سلمان يسير على خطى الراحل الملك عبدالله. وأوضح اللاوندى، أن السيسى سيعقد قمة عربية في الأيام القادمة سوف يكون على رأسها كل من دولة السعودية والكويت والإمارات والأردن، هذا بالإضافة إلى القمة الاقتصادية والمؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في 14 و15 من الشهر الجارى. وقال عمرو عادل، القيادي بحزب الوسط، إن الموقف الإقليمي أصبح يحتم على السعودية تحديدًا تغيير سياساتها في المنطقة، على الأقل لتهدئة الأجواء المضطربة في مصر، والسيسي يعلم أنه لا وجود له في أي حل متوقع، مهما كان سيئًا لذا وجدنا ظهورًا مميزًا للتفجيرات في مصر كما حدث بالأمس وهرولة لا نعرف ماذا قدم فيها وعلام تنازل حتى على وضعه. وأضاف ل"المصريون" أن السيسي أصبح في مأزق، على الرغم من عداء السعودية للثورة المصرية، مهما تغيرت وجود أنظمتها. ومن جانبه، أرجع المحلل السياسي حسنى السيد، زيارة السيسي الخاطفة للسعودية لتهنئة الملك سلمان بن عبد العزيز بالحكم لذلك لم تستغرق زيارته أكثر من 5 ساعات. وأوضح السيد ل"المصريون" أن السيسى علاقته بكل الدول العربية جيدة وخاصة مع السعودية ولا يوجد أي خلاف بين مصر والملك سلمان وخاصة أن السيسى تناول أثناء زيارته أمس للسعودية أهم موضوعات الشرق الأوسط وخاصة قضايا الإرهاب التي أصبحت تسيطر على العالم أجمع. وأكد السيد أن السيسى سيعقد قمة عربية لتكوين جيش عربي من أجل ردع الإرهاب المتواجد في سوريا والعراق وليبيا وسيكون الجيش مكون من السعودية والأردن والبحرين والكويت والإمارات.