"لينا رب اسمه الكريم".. نروح لمين ونشكى لمين هكذا بدأ حديث أحد الفلاحين إلى "المصريون" وهو يرفع يداه إلى السماء تضرعًا إلى الله أن ينزل المطر أحسن من مية الحكومة اللى هي مية ربنا. يعاني الأهالى في محافظة المنيا، من نقص مياه الرى وأصبحوا يعتمدون على مياه المصارف ومستنقعات المياه المتبقية من مصارف المصانع والشركات الواقعة على مجارى المياه الخاصة بالرى حتى أصبحت زراعاتهم معرضة للتلف والخسارة. الغريب في الأمر أن الحكومة تحصل على رسوم تطهير وحفر للترع تصل إلى 600 جنيه سنويًا عن كل فدان من حتى صغار المستأجرين لا يسلمون من رسوم الحكومة. وأصبحت المياه تباع للفلاحين بالسعر الحالى، كما يبدو وكأننا بلد لا يمتلك نهرًا أو حصة مياه لرى الزراعات. كارثة بكل المقاييس يتعرض لها الفلاحون في المنيا بعد تلوث المياه بالمخلفات أو بمياه الصرف الصحى الذي يلقى في الترع وبات طبيعيًا أن تخرج المحاصيل من الأرض الزراعية محملة برواسب التلوث والإهمال أو تجف قبل موسم الحصاد. وقد قام عدد من صغار الفلاحين اشتركوا مع آخرين في دق آبار ارتوازية داخل الأراضى الزراعية إلا أن المياه جاءت عسرة مالحة تؤثر على إنتاجية المحاصيل، فعلى امتداد أكثر من 6 آلاف كيلومتر هي إجمالي طول المجاري المائية والترع بالمحافظة لا تخلو ترعة داخل المدن والقرى من أكوام الزبالة من مخلفات المنازل والمصانع بل وصل الأمر إلى ردم العديد منها. "المصريون" تجولت حول عدد من الترع والمجارى المائية حتى ترعة الإبراهيمية التي تعد المصدر الرئيسي لتغذية الفروع لم تخل من التلوث ومخلفات المنازل حتى ضاقت ومنعت منسوب المياه إلى الترع الفرعية وسط أسراب الحشرات والناموس. وباتت ملتقى للكلاب الضالة، مما دفع عدد كبير من الفلاحين لتسيير المياه في مجراها حتى يتسنى لهم ري أراضيهم، غير مبالين باحتمالية وجود عقارب وثعابين أو إصابتهم بالأمراض. وأكد عادل الصيفى، أحد الفلاحين المنتفعين بالإصلاح الزراعى من عزبة أبو حنس بالمنيا، أن هيئة الإصلاح الزراعي المسئول الأول عن رفع القمامة وتنظيف المجرى المائي، لكون الأراضي تابعة لها وتجمع قيمة إيجارية عن كل بطاقة زراعية مسجلة لديهم. وأضاف الحاج غنوم عيسى، من قرية زهرة، أنه قام بدق ماكينة لرفع المياه بعد أن تضررت زراعته من قلة المياه، وقد بلغنا مشرف الإصلاح الزراعي بالمشاكل التي نعانيها وحجم التلوث الذي نعيش وسطه فأخطرنا بأن الكراكة اللازمة لتنظيف المجرى المائي معطلة والبحت والتطهير على حساب المزارع. وأوضح حمدان موسى، فلاح من قرية بنى غنى بمركز سمالوط، أن الحكومة تعطي المياه للكبار في مزارع الصحراء من خلال شق ترع توصل المياه الحكومية للمزارع الخاصة وإحنا زرعنا يموت من العطش ويجف وفي الآخر يقولوا الفلاح مش مهتم بأرضه. من جانبه، أكد وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، أننا نقوم بعمليات التطهير ولكن المزارع يرفض دفع الرسوم على عمليات التطهير وأن الزراعات تتأثر حتما بتلوث المجاري المائية والترع وأن هذا التلوث ناتج عن السلوك الخاطئ للأهالي خاصة قاطني القرى والمناطق الصناعية بإلقائهم القمامة داخل المجاري والترع المغذية للزراعات ونقوم بعمل محاضر، لكن الناس لا تبالى بالمحاضر حتى الاعتداء على الأراضى بالتبوير أو البناء. وألقى بالتهم على مديرية الرى والوحدات المحلية بأنها المسئول المباشر عن متابعة إلقاء المخلفات وتطهير الترع بشكل مباشر. شاهد الصور..