ارتفع عدد قتلى المعارك الضارية في صنعاء اليوم السبت إلى 78 قتيلا منذ العودة المفاجئة للرئيس علي عبد الله صالح الجمعة اثر غياب لأكثر من ثلاثة اشهر في السعودية في حين حضت الدول الخليجية صالح على التوقيع "الفوري" على مبادرتها لإنهاء الأزمة في بلاده. وشهدت الأوضاع الأمنية تدهورا غداة دعوته إلى وقف للنار، وأعلن مصدر عسكري يمني منشق أن قوات الحرس الجمهوري، وحدات النخبة في الجيش اليمني، قصفت محيط ساحة التغيير حيث يعتصم المحتجون، ما ادى الى مقتل 11 جنديا من المنشقين وإصابة 112 آخرين. وأضاف أن القصف استهدف معسكرا للفرقة الاولى المدرعة بقيادة اللواء المنشق علي محسن الأحمر المؤيد للحركة الاحتجاجية ويقع قرب ساحة التغيير، مشيرا إلى سقوط حوالي ستين قذيفة في المكان. وتزامن القصف مع بدء آلاف المحتشدين في ساحة التغيير التظاهر في الشوارع المجاورة. من جهتها، أعلنت لجنة تنظيم الاحتجاجات ان حصيلة معارك السبت بلغت أربعين شخصا على الأقل في صنعاء حيث تدور معارك بين المؤيدين والمعارضين للرئيس صالح. وقال احد أعضاء اللجنة أن أربعين شخصا على الاقل قتلوا ومئات اصيبوا بجروح السبت" في مختلف احياء العاصمة وبينها ساحة التغيير، كما قتل احد المارة في اشتباك في حي الحصبة في شمال صنعاء بين مسلحين قبليين معارضين ومؤيدين لصالح، بحسب عائلته. وبذلك، يرتفع إلى 173 عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ اندلاع المواجهات في العاصمة اليمنية الأحد الماضي. وأعلنت مصادر طبية أن سبعة عشر شخصا قتلوا وأصيب 54 آخرون في هجوم شنه الجيش اليمني ليل الجمعة السبت على ساحة التغيير حيث يعتصم متظاهرون منذ اواخر يناير. وأوضح مصدر طبي أن بين القتلى عدد من المدنيين إضافة إلى عسكريين تابعين للواء المنشق علي محسن الأحمر. ووقع الهجوم بعد ساعات من العودة المفاجئة للرئيس اليمني الى صنعاء بعد غياب لاكثر من ثلاثة اشهر في السعودية حيث كان يعالج من جروح اصيب بها في هجوم استهدف قصره في صنعاء في الثالث من يونيو. وفي تعز جنوب غربي العاصمة، قصفت قوات موالية بواسطة الدبابات ساحة الحرية واحد الاحياء في شمال غرب المدينة بحسب شهود عيان اكدوا عدم وقوع اصابات. وقد دعا صالح الى وقف للنار بين وحدات الحرس الجمهوري التي يقودها نجله البكر احمد والفرقة الاولى المدرعة الموالية للاحمر، لكن المعارك اندلعت مجددا مساء الجمعة. واعتبر صالح كما نقل عنه مسؤول يمني انه "لا يوجد حل اخر سوى الحوار والمفاوضات من اجل وقف اراقة الدماء والتوصل الى تسوية".