أدان الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، حادث إضرام النار في جزء من كنيسة جبل صهيون والمدرسة اللاهوتية التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، فجر اليوم الخميس، ووصفها ب "جريمة شنعاء تهدد بإشعال برميل من البارود في المنطقة". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن ريفيلن قوله في اتصال هاتفي مع بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطينوالأردن للروم الأرثوذكس، البطريرك ثيوفيلوس الثالث، إنه "لا يعقل أن ترتكب مثل هذه الفعلة في دار عبادة". وأكد ريفيلن استنكاره لحادث إضرام النار وكتابة الشعارات المسيئة للمسيح عيسى وقال إن "من واجب إسرائيل الحفاظ على الأماكن المقدسة لأبناء جميع الديانات". وكان البطريرك ثيوفيلوس الثالث قال في وقت سابق اليوم في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه لوكالة الأناضول، إن "استهداف الكنائس والمساجد سببه تفشي العنصرية والكراهية في ظل أجواء غياب السلام، وتَسلّط مجموعات التطرف الاستيطاني الإسرائيلية المعروفة باسم مجموعات تدفيع الثمن". و"تدفيع الثمن"، هي هجمات ينفذها مستوطنون إسرائيليون ضد ممتلكات ومقدسات فلسطينية في الضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية، والقرى والمدن العربية في إسرائيل. وقالت لوبا السمري، المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية للإعلام العربي، في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه للأناضول، في وقت سابق اليوم، إنه "في ساعات ما قبل فجر اليوم، أقدم مجهولون على تنفيذ جريمة قومية، على ما يبدو في إطار ما يعرف بظاهرة تدفيع الثمن". كما أدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية عملية الحرق، وقالت "إن دولة إسرائيل باعتبارها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة لا يمكنها أن تقبل بمثل هذه الأعمال الشنيعة، وهي تدين أي عمل يتصف بانعدام التسامح الديني". وأضافت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان نقلته الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن "حكومة إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على حقوق وحريات جميع مواطنيها مهما كان انتماؤهم الديني وان شرطة إسرائيل ستفعل بلا شك كل ما بوسعها لتقديم الواقفين وراء هذا الفعلة العوجاء للمحاكمة". في سياق متصل، أدان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، "بشدة إقدام متطرفين يهود فجر اليوم الخميس على إحراق كنيسة وانتهاك حرمة أماكن عبادة إسلامية ومسيحية من قبل المستوطنين في القدسالمحتلة". وقال المومني في تصريح رسمي، نقلته وكالة الأنباء الرسمية الأردنية، إن "قيام المتطرفين بإحراق وخط شعارات معادية للمسيحية وللنبي الكريم عيسى، عليه السلام، على جدران الكنيسة أساليب إجرامية مدانة ومرفوضة بكل الشرائع الدينية والقوانين الدولية". وشدد المومني على أن الاستمرار في رعاية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف أولوية هاشمية أردنية لم ولن يتوانى الأردن عن بذل كل جهد ممكن للدفاع عن هذه الأماكن. وحمل الحكومة الإسرائيلية بوصفها القوة القائمة بالاحتلال المسؤولية عن أية انتهاكات تجاه الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية. ودعا المجتمع الدولي وهيئات الأممالمتحدة للضغط على إسرائيل من أجل وقف جميع هذه الانتهاكات. يذكر أن دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل. كما احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية وادي عربة (اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة عام 1994). وفي مارس 2013، وقّع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي الأردن حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين. وتشهد ساحات المسجد الأقصى منذ عدة أشهر حالة من التوتر بسبب استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد في وقت تفرض فيه الشرطة قيودا على دخول المصلين المسلمين إليه.