أكد الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية ل "الإخوان المسلمين"، أن الغالبية العظمى من المتدينين في مصر يتصفون بالتسامح والوسطية والاعتدال، ولا يوجد أي تمييز بين المواطنين بسبب الدين، على الرغم من اعترافه بوجود مسلمين ومسيحيين في مصر ممن يمكن وصفهم ب "الغلو أو التشدد"، إلا أنهم يمثلون "أقلية نادرة". وقال إن احترام وتبني جميع المصريين ل "وثيقة الأزهر" يعد دليلا كبيرا وكافيا على مكانة الدين ومدى أهميته داخل المجتمع المصري، الذي يجعل للإيمان بالله واليوم الآخر مكانة عظيمة في النفوس منذ فجر التاريخ. وأضاف إن "مصر بكل مواطنيها يعتبرون الدين ركيزة أساسية نحو التطور والمستقبل"، وإن مفهوم الدولة المصرية لم يرتبط منذ القدم بالصراعات التي عرفتها أوروبا في تاريخها، سواء كانت صراعات دينية أو مذهبية أو استعمارية أو سياسية. جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الثانية من مؤتمر "الحوار الديني والمجتمع المدني الحديث"، التي عقدت تحت إشراف مجلس الحوارات والمسكونية، التابع لسنوردس النيل الإنجيلي، بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية. وأوضح العريان أن الإسلام يتوافق مع قواعد الديمقراطية كثقافة وآليات، ويحترم التعددية ويستمد السلطة من الشعب ويفصل بين المؤسسات، ويعطي حق سن التشريعات للمجالس التشريعية فقط، مع وجود رقابة عليها من المحكمة الدستورية العليا. وطالب أن يتجه الجميع نحو المستقبل لتحقيق الحلم الذي راود المصريين منذ 200 عام لبناء دولة ديمقراطية حديثه دستورية، العدل فيها أساس الملك، والقضاء فيها مستقل، وتحترم فيها حقوق الإنسان وتسير على أساس القانون، وتحقق العدالة الاجتماعية، والمساواة وتكافؤ الفرص لكل مواطنيها.