أثارت بعض العبارات التى وردت فى مقالى بالأمس غضب بعض المذيعين والمخرجين فى ماسبيرو عامة وفى قطاع التليفزيون خاصة .. ومن بين تلك العبارات ما قلته بأنه لا يعقل أن يستمر الظلم الذى يتعرض له العاملون بالقنوات الإقليمية وعدم مساواتهم فى الأجور مع زملائهم فى قطاع التليفزيون رغم أنهم يؤدون نفس المهام التى يقوم بها (أبناء البطة البيضا ) فى التليفزيون بل أكاد أجزم أن هناك مذيعون ومخرجون فى الإقليميات يتفوقون بشدة على العاملين فى قطاعى التليفزيون والأخبار . وأنا عندما قلت هذا الكلام كنت وما أزال متأكداً من ذلك وهذا لا ينفى أبداً أن هناك بعض – أقول بعض - المذيعين والمخرجين فى التليفزيون يمتلكون الموهبة والخبرة ولكنهم لا يجدون الدعم الكافى لإظهار هذه الطاقات المهدرة بسبب فشل ونقص خبرات وفساد القيادات . ولكن يؤسفنى القول إن هؤلاء الموهوبين لا يمثلوا النسبة الأكبر خاصة بين المذيعين , حيث أن هناك مذيعون كبار ومشاهير لا يهدفون إلا الحصول على السقف المالى , وتكفى الإشارة إلى أن إحدى المذيعات الشهيرات قالت لى بالحرف الواحد أن ما يهمهما الظهور على الشاشة فى حلقات برنامجها حتى ولو لمدة 5 دقائق فقط وهذا – وفقاً لإعترافها – ليس بحثاً عن التواجد على الشاشة فقط ولكن بهدف الحصول على ال 2500 جنيه التى يحصل عليها المذيع فى الحلقة الواحدة – أكرر الواحدة – على شاشة القناة الأولى . فى هذا السياق اشير إلى أننى أصاب بحالة من الدهشة من إصرار بعض مذيعى القنوات التابعة لقطاع التليفزيون المصرى (الأولى والثانية والفضائية المصرية ) على الإيحاء بأنهم نجوم درجة أولى وأنهم يمتلكون خبرات تفوق زملائهم فى الفضائيات والقنوات الإقليمية وأنهم وأنهم ..... الخ !!! ومن واقع تجربتى فى العمل بالفضائيات وفى التليفزيون المصرى أيضاً أستطيع القول وبكل ثقة إن ما يردده أمثال هؤلاء ليس إلا مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة . وهنا أستشهد ببعض التقارير الصادرة عن بعض اللجان التابعة لإتحاد الإذاعة والتليفزيون نفسه وليس من أية جهة آخرى حتى لا يتهمنى البعض بأننى أشكك فيهم وفى قدراتهم (الفنكوشية ) . ومن بين هذه اللجان لجنة الجوده والمحتوى والمهنية" المنبثقة عن اتحاد الاذاعة والتليفزيون , والتى أكدت فى تقرير رسمى لها أن التليفزيون الرسمى يقوم بتقليد الفضائيات ، وأن بعض إعلاميى ماسبيرو يقومون بالسخرية والتهكم على الشخصيات العامة ويذيعون الأخبار مصحوبة بإيماءات ساخرة، بل تبالغ فى التأويل للموضوع الذى تعرضه طبقا لرغبات وأهواء مقدم البرنامج بدعوى أن الحياد هو نوع من الضعف والنفاق ويتسبب فى غضب الجماهير .. وطالب التقرير بإعادة تدريب بعض المذيعين غير المؤهلين لبرامج التوك شو، نظراً لعدم امتلاكهم ثقافة عامة، كما أكدت اللجنة في تقريرها أن البرنامج بطىء الايقاع في بعض الاحيان بسبب المذيعين . فى هذا السياق كشف التقريرالصادر عن إدارة تقييم أداء الشاشة باتحاد الإذاعة والتليفزيون التى تترأسها الإعلامية هويدا فتحى أن مستوي البرامجيين بقطاع التليفزيون المصرى يتراجع ولذلك يجب البحث في ملفاتهم عن طريق لجنة من خارج وزارة الإعلام لتقييم درجات التعيين وليس تقييم أداء الشاشة.. ومعرفة المؤهلات التي تم تعيينهم عليها خاصة بعد أن تبين – وفقا للتقرير - أن هناك ساعياً يعمل بالإخراج وهناك العشرات من السكرتارية حاصلون على (دبلومات ) ويعملون بالإخراج !!! . من ناحية آخرى كشفت مذكرات تقدمت بها شركة صوت القاهرة التابعة لإتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى عصام الأميررئيس الإتحاد والقائم بأعمال وزير الإعلام عن وقائع ومطالب بدونها لن يكون هناك أى مجال للحديث عن التطوير .. حيث إعترضت (صوت القاهرة ) على المحتوى البرامجى لقنوات وإذاعات التليفزيون المصرى، خصوصاً البرامج التى يعمل فيها أكثر من سبعة وأحيانا عشرة مذيعين ومذيعات على مدار الأسبوع وبنفس فريق الإعداد ونفس الأفكار مع تكرار الضيوف، بشكل جعل المحتوى البرامجى متشابهاً جداً، بالإضافة إلى عدم توافر مذيعى «توك شو» لديهم القدرة على المحاورة وجذب المشاهدين من خلال آراء وأفكار مبتكرة لمواجهة المنافسة بين «ماسبيرو» والقنوات الفضائية الخاصة .