قال الكاتب العزب الطيب الطاهر، المتخصص فى الشؤون القطرية إن قطر تريد من مصر علاقة طبيعية، لأن الدولتين تنتميان لمنظومة واحدة، وهى العربية والدين الإسلامي، بالإضافة لوجود روابط كثيرة بينهما، موضحا أن هناك أكثر من 200 ألف مصرى فى قطر، ناهيك عن وجود استثمارات قطرية فى مصر. وتابع الطاهر، فى حواره ببرنامج "مساء الخير"، الذى يقدمه الإعلامى محمد على خير، عبر فضائية "سى بى سى تو"، أن هناك تباينا فى الرؤى بالنسبة للشق السياسي، وأن هذه هى المعضلة بين البلدين، مشيرا إلى أن كل دولة تقدر مواقف تخص مصلحتها، وأن آخر تجليات هذا التباين هو ما جرى فى الجامعة العربية قبل يومين، عندما أبدى مندوب قطر التحفظ على بندين فى توجيه الضربات المصرية لداعش فى ليبيا، والخاصين برفع حظر التسليح الدولى عن ليبيا، وأيضا بند تفهم الجامعة العربية لتوجيه الضربة المصرية لليبيا. وأوضح "الطاهر" أن قطر اعترضت على هذا لأن دخول الجيش المصرى يضفى المزيد من التعقيد على الأزمة الليبية، وبالنسبة لتسليح الجيش الليبى فهذا الموقف مرفوض أمريكيا وغربيا، وهو ما جعل قطر ترفضه أيضًا، لافتا إلى أن الموقف القطرى كان ينطوى على سوء تقدير، لأن كان هناك شبه إجماع من جانب العرب. وأشار إلى أن قطر عضو فى التحالف الدولى المحارب لداعش، مشددا على أن دور مصر فى ليبيا عسكريا يعنى دفاعها عن مجمل الأمن العربي، وليس أمن مصر فقط، خاصة أن الإرهاب يتشعب فى كل منطقة عربية ويحدث له انتشار.
وفيما يتعلق ببيان مجلس التعاون الخليجى المعادى لمصر، والذى تم التراجع عنه بعد ذلك، قال إن التراجع عنه صدر بمعرفة قطر بحكم رئاستها للمجلس ووضع عليه اسم الأمين العام، متعجبا من نشر وكالة الأنباء السعودية الرسمية لهذا البيان، بالرغم من أنها لا تنشر أى بيانات إلا بأمر سياسي. وردا على عدم اعتراف قطر بثورة 30 يونيو، رأى المتخصص فى الشؤون القطرية، أن المستوى الرسمى ليس هناك موقف رسمى من الحكومة القطرية ضد نظام الثورة، بل أن أمير قطر اعترف رسميا بالنظام المصرى والرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحا أن قطر نددت بجريمة قتل المصريين فى ليبيا. وشدد على أن المفارقة تكمن فى قناة "الجزيرة" التابعة لقطر، خاصة وأن الحكومة القطرية تنفق عليها، قائلا: "الجزيرة مباشر مصر تم إغلاقها وبعدها تم استبدالها بقنوات أخرى تفى بالغرض". وحول احتواء جماعة الإخوان بقطر، أوضح الطاهر أن أحد بنود الاتفاق الخليجى السابق كانت بسبب مصر، وأنه تم الاتفاق على إبعاد الرموز الإخوانية المتهمة فى مصر عن أرضها، وأبعدت بالفعل البعض وبعضهم الآن عاد من باب خلفي، بحسب وصفه. وأشار إلى أن لجوء الإخوان لهم موجود فى كل العالم، ولكن كان على قطر منع نشاطهم العدائى ضد مصر.