ببساطة يمكن تفسير ظاهرة تراكم المعتقلين في السجون المصرية دون محاكمة أو توفر دليل واحد على إدانة أي منهم بأن حكومتنا تستعذب حالة اصطناع أعداء مزعومين وهذه الحالة تشبه تماما أن تربط رجلا بحبال لا تترك له متنفسا ، ورغم ذلك يسيطر عليك هاجس أنه يهم بقتلك.. من هؤلاء المعتقلين المعتقل محمد عبد الوهاب عبد الرحمن شندي البالغ من العمر 48 عاما.. اعتقل لأول مرة في العام 1986 لمدة عام أفرج عنه بعده لعدم إدانته في قضية قال الأمن أنها قضية قلب نظام الحكم.. وعلى مدار عدة سنوات تعرض وأسرته لمضايقات رهيبة من الأمن واستدعاءات متكررة وكان الغريب واللافت للنظر انه في كل مرة يذهب إلى امن الدولة باختياره بعد استدعائهم له ، لا يهتمون به ويطلبون منه العودة إلى المنزل .. لكنه كان يفاجأ بحملة تداهم بيته ليلا وتعيث فسادا بمحتويات البيت وتوجه له الإهانات أمام أسرته.. آخر مرة داهمت قوات الأمن بيت محمد عبد الوهاب شندي تعرض خلالها لضرب مبرح أمام أولاده ومن حينها لم يعد إلى منزله ثانية لأنه قدم لمحاكمة استمرت عاما لم يتوافر خلالها أي دليل لإدانته بأي شيء.. كان ذلك في شهر 6 من العام 2000 ، ثم فوجئ بالحكم عليه 5 سنوات قضاها في ليمان طرة وانتهت في العام 2004 .. لم يكن انتهاء الحكم يعني عودة محمد لأولاده ، لان الأمور لا تسير بهذه البساطة والتلقائية لدى أجهزة الأمن التي أعادت اعتقاله حتى هذه اللحظة.. وبالطبع ذهبت أدراج الرياح مئات الإفراجات التي حصل عليها محمد بناء على التظلمات التي قدمتها أسرته.. محمد لديه خمسة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة من الإعدادية وحتى الجامعة وتواجه أسرته مصاعب مادية كبيرة في الحياة التي يطحن فيها الغلاء كل الناس فما بالنا بأسرة عائلها وراء القضبان.. في آخر مرة زارته زوجته كان محمد يعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة وآلام بالخصية نتيجة سوء حالة أحد الشرايين بها مما يتطلب رعاية طبية خاصة لا يعترف بها ليمان طرة ، مما ينذر بمضاعفات صحية خطيرة لمحمد..