قال شهود عيان بمدينة سرت الليبية إن مقرًا عسكريًا تابعًا لقوات الدفاع الجوي خاليًا تعرّض للحرق صباح اليوم الثلاثاء على يد مجموعة مسلحة متشددة. وأضاف الشهود للأناضول أن أعمدة دخان شوهدت تتصاعد من مبانٍ داخل المقر لساعات، مؤكدين أن المقر خالٍ من أي تواجد لعسكريين منذ أشهر. وفيما أكد أهالٍ أن الحياة لا تزال تسير بشكل طبيعي أشاروا إلى أن العناصر المتطرفة لا تزال تتواجد في بعض طرقات المدينة وتقيم حواجز للتفتيش. وحول سيطرة مجموعات مسلحة على المقار الحكومية بالمدينة، أكدوا أن المقار الحكومة مقفلة، وأن العمل بها متوقف منذ أن سيطرت المجموعات المتشددة قبل أيام على مقار الدولة واستعملت إذاعة سرت المحلية في بث خطب ودروس دينية موجهة. والخميس الماضي، سيطرت جماعة مسلحة قالت إنها تابعة لتنظيم "داعش" على مبنى فرع قناة "الوطنية" بالمدينة الذي يضم فرع القناة إضافةً إلى "إذاعة سرت المحلية" ومكتب لوكالة الأنباء الليبية الرسمية، بحسب شهود عيان. كما تناقلت صفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لمسلحين ملثمين يحملون الرايات السود داخل مقر إذاعة سرت المحلية كتب عليها "جنود الخلافة في سرت". وسيطرت الجماعة نفسها علي عدد من المساجد بمدينة سرت واستخدمتها لبثت دروس وخطب تدعو السكان المحليين للتقدم بالبيعة لأبي بكر البغدادي أمير تنظيم "داعش". وينشط في الفترة الأخيرة موالون لتنظيم "داعش" في مدينة سرت، شنوا خلالها هجمات مسلحة علي حقول نفطية محيطة بالمدينة ما أوقع قتلي وجرحي في صفوف حرس المنشآت النفطية الليبي، كما أعلن عقد جلسة لما اسماه استتابة لمنتسبين لوزارة الداخلية الليبية في طرابلس، وعرض الصور علي مواقع تابعة له. يأتي ذلك فيما يحتفل اليوم، بالذكري الرابعة لانطلاق الثورة الليبية في 17 فبراير 2011 والتي أطاحت بنظام معمر القذافي، وسط أزمات أمنية وسياسية واقتصادية، تتصاعد في ظل عجز السلطات عن احتواء ما تمر به البلاد من تراجع على كل الأصعدة.