دخل مسلحو جماعة "أنصار الله" المعروفة باسم "جماعة الحوثي" اليوم الثلاثاء، مديرية زاهر بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، دون مقاومة بحسب مصادر قبلية بالمحافظة. وقالت المصادر القبيلة إن "مسلحي الحوثي دخلوا اليوم مديرية الزاهر بالمحافظة دون مقاومة". وأضافت المصادر في اتصالات مع الأناضول، أن "الحوثيين دخلوا تحت غطاء الجيش، باتفاق مع بعض مشائخ المنطقة"، موضحة أن "الاتفاق تضمن عدم الاعتداء على المواطنين الأبرياء وملاحقة عناصر القاعدة فقط". وأشارت المصادر إلى انسحاب مسلحي القبائل، بعد أربعة أيام من المواجهات خاضوا لمنع مسلحي الحوثي من دخول المديرية، أدت لمقتل قرابة 50 مسلحا من الطرفين، معظمهم من الحوثيين". وفي صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، قالت قناة "المسيرة" المملوكة للحوثيين في خبر عاجل، إن " الجيش مسنوداً باللجان الشعبية يدحر عناصر القاعدة التكفيرية من مناطق آل مظفر والسيرة وجباجب والقوعة والعادية والعبيد وطريق السودة بمديرية الزاهر". وانتشر مسلحو جماعة الحوثي، الثلاثاء الماضي، في مدينة "البيضاء"، مركز المحافظة التي تحمل نفس الإسم، وسط اليمن، دون مقاومة، ثم توغل مسلحو الجماعة في عدد من المناطق، بغية إحكام السيطرة على الطرق الرئيسية في المحافظة، والوصول إلى مديرية "الزاهر"، التي تعتبر بوابة المحافظة على المناطق الجنوبية. ومنذ 22 من شهر يناير الماضي، يعيش اليمن فراغاً سياسياً ودستورياً، بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، وإعلان جماعة الحوثي، لاحقاً، ما أسمته "الإعلان الدستوري"الذي يقضي بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني، وحكومة انتقالية، وهو الإعلان الذي رفضته أحزاب سياسية يمنية مختلفة، ودول عربية وغربية. ومنذ ذلك الحين ما زال المبعوث الأممي، جمال بنعمر، يجري مشاورات سياسية مع عدد من المكونات السياسية بينها الحوثي، من أجل التوصل إلى حل للأزمة الراهنة، دون تسجيل أي تقدم يذكر حتى اليوم. وأمس الأول الأحد، دعا مجلس الأمن الدولي، جماعة الحوثي، إلى سحب قواتها فورًا، دون قيد أو شرط من المؤسسات الحكومية، ومن جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك في العاصمة صنعاء. ومنذ 21 سبتمبر الماضي، يسيطر مسلحو الحوثي، يعتنقون المذهب الزيدي الشيعي، بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في العاصمة صنعاء، وبسطت سيطرتها على محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية. ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية، إيران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران. وتواجه جماعة الحوثي اتهامات بالعمل على إعادة حكم الزيدية المتوكلية، الذي بدأ في الشطر الشمالي من اليمن عام 1918 وانتهى في 1962، عبر تحرك مسلح بقيادة ما يطلق عليه "تنظيم الضباط الأحرار"، وهو ما تنفيه الجماعة، مرددة أنها تسعى إلى شراكة حقيقية مع كافة القوى اليمنية.