قال سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي (البرلمان)، إنه سيطرح ملف محافظة ديالى في الاجتماع المرتقب للرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان) وذلك لبحث الحلول لكافة المشاكل التي تعيق عودة النازحين من المحافظة إلى ديارهم. وفي بيان صادر عن مكتبه، اليوم الثلاثاء، ووصل مراسل "الأناضول" نسخة منه، أوضح الجبوري أن "ملف محافظة ديالى سيطرح خلال الاجتماع المقبل للرئاسات الثلاث، من المقرر أن يكون في وقت لاحق اليوم، لأجل التوصل الى حلول للمشاكل المطروحة وبما يسهم في عودة الامن والاستقرار للمحافظة وتقديم أفضل الخدمات لسكانها ويؤمن عودة النازحين إليها". وأشار البيان إلى أن حديث العبادي جاء على خلفية اجتماع جمعه، أمس الإثنين، مع محافظ ديالى عامر المجمعي وأعضاء مجلس المحافظة والنواب الممثلين لها، وبحضور وزيرا الدفاع خالد العبيدي والداخلية محمد سالم الغبان. ولفت البيان، إلى أن اجتماع رئيس البرلمان مع المسؤولين في ديالى "استعرض بشكل مفصل وموسع الأوضاع الأمنية والخدمية والمشاكل التي تعاني منها المحافظة وعلى وجه الخصوص ملف النازحين وسبل الاسراع بعودتهم وإعادة إعمار مناطقهم التي تضررت بفعل العمليات العسكرية". وسيطر تنظيم "داعش" على مناطق في شمال وشرق محافظة ديالى مثل نواحي جلولاء والسعدية والمنصورية والقرى الواقعة شمال قضاء المقدادية من يونيو/حزيران إلى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين. وأعلنت المصادر الأمنية والعسكرية العراقية في ديالى، يناير/كانون الثاني، تحرير المحافظة بالكامل من سيطرة التنظيم. وقال الجبوري، بحسب البيان، إن "فرض الأمن والاستقرار في ديالى مسؤولية مشتركة تستلزم تضافر جهود الجميع وتفضيل المصلحة العامة على بقية المصالح الحزبية والفئوية". وطالب بضرورة "تذليل كافة المشاكل التي تعيق عودة النازحين الى ديارهم وتحشيد الطاقات الخدمية والانسانية لإسعاف البنى التحتية وتهيئة الأجواء الملائمة لعودة النازحين وتوفير الخدمات لمناطقهم". ولفت الجبوري إلى أن "الإسراع في حسم ملف مسك أمن الأراضي المحررة من داعش سيكون عاملا هاما في استقرار تلك المناطق وهو ما يتم العمل عليه بالتنسيق مع الجهات المعنية". وتابع بان "تكرار عمليات الخطف والاغتيالات التي تشهدها بعض مدن المحافظة يضع علامات استفهام كبيرة حول طبيعة الخطط الأمنية والقائمين عليها، وهو ما ينبغي معالجته والتصدي له بشكل عاجل وعلى وجه الخصوص مسألة انهاء المظاهر المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة". ورأى الجبوري أن "المصالحة الحقيقية والشراكة الفاعلة هما الحل الأمثل لاستقرار المحافظة والوصول الى حالة توافق سياسي واجتماعي فيها وهو ما يجب ان ينتبه له الجميع ويعمل لأجله". وتعرضت بعض المناطق في محافظة ديالى خلال الشهور الماضية الى الكثير من عمليات الخطف والسلب وهدم المنازل والمساجد بعد سيطرة تنظيم داعش على بعض مناطقها، فيما يوجه أصابع الاتهام الى الحشد الشعبي (شيعة). وكان آخر تلك العمليات إعدام نحو 70 سنُيا على أيدي قوات الأمن ومقاتلي الحشد الشعبي اثناء فرارهم من بلدة بروانة شمالي ديالى، بحسب اتهامات مسؤولين ووجهاء عشائر سنة. وفي 10 يونيو الماضي، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال)، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ أكثر من 5 أشهر.