انهيار عصبي وإغماءات بين الأهالي.. أم مكلومة: لو كان واحد يهودي أو أمريكي كانت الدنيا قامت ومقعدتش.. ووالد ضحية: الحكومة ضحكت علينا وأعطتنا مسكنات رغم قسوة البرد وسقوط الأمطار وغرق شوارع قرية العور بماء الأمطار وامتلاء شوارعها بالطين والماء، إلا أن نبأ إعدام 21 قبطيا عبر فيديو أذاعته مواقع التواصل الاجتماعي بإعدام 20 من قرى العور وسمسون بمركز سمالوط جاء كالصاعقة التي نزلت على أهالى وأسر الأقباط المختطفين.
سيطرت الحسرة على الجميع بعد أن كان لديهم الأمل في السلطات المصرية بعودة أبنائهم وذويهم إلى وطنهم مرة أخرى، خاصة بعد لقائهم برئيس الحكومة إبراهيم محلب ووعود الحكومة بعودة أبنائهم المختطفين في أقرب وقت. وتكدست الشوارع والأزقة والكنيسة والمنزل ومحيط مسجد القرية الكل ما بين متابع لنشرات الأخبار أمام التلفاز لمراقبة مستجدات الأحداث بشأن الإعدام للأقباط وبين المواساة لأهالى وأسر الضحايا المختطفين والمعدومين على يد داعش. وتحولت القرية إلى مأتم جماعى لا صوت يعلو فيها فوق صوت العويل والصراخ والبكاء رغم دقات أجراس الكنائس وأصوات القرآن في المساجد وامتزاجها ببعضها، والتي تبعد حوالى 15 كيلو مترا شمال غرب مدينة سمالوط بمحافظة المنيا.
ودخلت عطيات شحاتة والدة أحد المختطفين في غيبوبة بعد أن انهارت من شدة الصدمة.
فيما ذهب القس أغاثون حنين أحد رهبان كنيسة السيدة العذراء ليقيم صلوات وقداس مصحوب ببكاء وعويل من الصغار قبل الكبار. وفي محيط الكنيسة ترتفع الهتافات والتنديدات، حيث تجمع العشرات من أقباط ومسلمين بالقرية يهتفون ويطالبون بالقصاص. كما سقط سمير مجلى والد أحد الضحايا البالغ من العمر 60 عاما على الأرض والذي فقد نجله ميلاد، قائلا: "بيوتنا خربت والحكومة ضحكت علينا أعطتنا مسكنات وعارفة إن ولادنا ماتوا".
وفي منزل شكرى يونان الذي قتل فيه 4 من بيت واحد إخوة وأولاد عمومة يغلقون الأبواب ويبدأون اللطم والصراخ والعويل.
وعلت دعوات للصلاة داخل الكنيسة ودعوات بالمسجد الوحيد داخل القرية لمواساة الأهالي، الذين تحولت قريتهم إلى قرية الموت الجماعى كما يسمونها. وأكد أحد المسلمين بالقرية يدعى سيد عبد الحفيظ مدرس أننا نعيش أياما سوداء حلت عليهم، فما بين أم أصيبت بالعمى من كثرة البكاء وزوجة أصبحت قعيدة مشلولة في فراشها وأب تنبأ بموت ولده وأخ مكلوم والحزن يخيم على أرجاء قرية كاملة. ولطمت إحدى الأمهات الخدود وهى تبكى وتقول "الدنيا بقت سايبة سايبة الأقباط يموتوا وساكتة لو واحد أمريكى ولا يهودى اتقتل الدنيا كانت قامت ومقعدتش تانى علشان يرجعوه". ووجهت استغاثة للرئيس عبد الفتاح السيسى، قالت: "رجع لينا جثث ولادنا أمال احنا انتخبناك لية انت يا سيسى وعدتنا بدل المرة عشرة ومنفذتش وعدك لينا". من جانبها، أجرت الكنيسة بالمنيا اتصالات بالكاتدرائية بالعباسية لمعرفة آخر المستجدات بعد الحادث، حيث أكد الانبا اسطفانوس رزق شحاتة وكيل مطرانية سمالوط أنه مطلوب من الدولة الآن عودة جثامين الشهداء ال20 من أقباط مصر. وأكد اسطفانوس أن الأقباط الشهداء هم شهداء لمصر كلها ولا يمكن أن نصعد موقفنا تجاه ما حدث إلا بعد أن ترد علينا الدولة قبل اتخاذ أي إجراء بعد عودة جثمان الشهداء.