قال مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، البروفيسور كلاوس شواب، اليوم الاثنين إن الاقتصاد العالمي سوف يقوم على النمو البطيء خلال السنوات القلية المقبلة مما يعني ضرورة أن تعمل الحكومات مع القطاع الخاص بشكل أكبر وان تغير طريقة عملها. وفى الشهر الماضي خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي إلى 3.5 % و 3.7 % في عامي 2015 و2016 على التوالي، وذلك من توقعات سابقة بنمو 3.8 %، و4% أصدرها في أكتوبر / تشرين الأول الماضي. وأضاف شواب خلال كلمته بالقمة الحكومية 2015 المنعقدة في دبي اليوم الإثنين، أن العالم يمر بمرحلة ما بعد الأزمة المالية العالمية، مشيرا إلى أنه كانت هناك توقعات تشير إلى عودة معدلات النمو إلى مستويات ما قبل الأزمة بشكل متسارع، ولكن التغيرات التي شهدتها دول أوروبا واليابان بالإضافة إلى ما أسماه بأزمة "منتصف العمر" لبعض الاقتصادات الناشئة أدى إلى حالة من النمو البطيء. وفى تقريره حول " آفاق الاقتصاد العالمي" الذي نشرته الأناضول توقع صندوق النقد الدولي أن يصل معدل النمو في منطقة اليورو خلال 2015 إلى 1.2% وهي أقل ب 0.2% عن آخر توقعات له العام الماضي، وذلك مقارنة ب 0.8 % فى عام 2014، وتوقع أن تحقق المنطقة نموا نسبته 1.4% في عام 2016. وخفض تقرير الصندوق توقعات النمو في اليابان إلى 0.6 % في عام 2015، مقارنة ب 0.8 % في توقعاته الأخيرة في أكتوبر الماضي، لكنها أعلى من معدل النمو العام الماضي البالغة 0.1 %. وقال شواب إن دور الحكومات في تشكيل مستقبل الأمم والشعوب بات أكثر أهمية من أي وقت مضى، لافتا إلى أن العلاقة بين الحكومات والابتكار هي التحدي الرئيسي الذي سوف يواجهه العالم اليوم، وخاصة من حيث مدى تأثير هذه العلاقة على الحكومات ودورها. وقال إن هناك حالة من انهيار الثقة بين الحكومات والمواطنين، مشيراً إلى أهمية الحاجة إلى القيادة الأخلاقية والمسؤولة، لأن القيادات يجب أن تستجيب لاحتياجات الأفراد الذين يعتمدون على القيادة. وطالب الحكومات أن تكون فعالة ومبدعة وواعية، وتبتعد عن البيروقراطية وأن توجد نوعا من التواصل البناء والتعاون المثمر بين القطاعين الحكومي والخاص من أجل تحقيق التطور الذي يمكنها من الوصول إلى أن تكون حكومة المستقبل. وقال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي: "الموارد لم تعد الثروة وإنما الاقتصاد الجديد هو الثورة التكنولوجية... في الماضي كان لدينا ثورات تكنولوجية بطيئة لكنها صارت مثل التسونامي، ولهذا فإن آليات العمل الحكومي بأسره لابد أن تتغير لتعتمد على الابتكار، وذلك من خلال الاستفادة من دخول عالم الانترنت المتسارع والتقنيات الحديثة التي تعزز من تفوق العمل الحكومي وتقود إلى تحقيق أعلى معدلات التنافسية للحكومات على المستوى العالمي". وقال شواب إن عنصر الابتكار هو المحرك الأساسي للتطور والتغيير، وليس رأس المال المادي والموارد البشرية كما كان في السابق، مشيرا إلى أن العالم قد انتقل إلى عصر المواهب والابتكار وتوظيفها في التنمية الاقتصادية، ولهذا فلابد من تركيز الحكومات على بناء علاقات مع القطاع الخاص من أجل إقامة نظام متكامل يقود إلى التميز وتحقيق معدلات تنافسية عالية. وأضاف شواب: "اليوم أمام الحكومات فرصة للاستفادة من التقنيات الهائلة التي يتيحها الانترنت، وتوظيف الذكاء الاصطناعي وتقنيات الطائرات بدون طيار، ولهذا فلابد من التركيز على تشجيع الابتكار بين الأفراد وهو الأمر الذي سيقود إلى إحداث نقلات نوعية في جميع المجالات". وقال شواب: "سنشهد قريباً ثورة ثانية في التكنولوجيا وفي الانترنت التي ستغير كل نظريات الاعمال وهي تغيرنا وتغير كياننا". يشار إلى أن فعاليات الدورة الثالثة للقمة الحكومية المنعقدة في دبى تحت شعار" استشراف حكومات المستقبل "، والتى تمتد لمدة 3 أيام، تتضمن 50 جلسة وأكثر من 100 متحدث و3000 مشارك من 87 دولة لمناقشة مستقبل الابتكار في الحكومات وخدمات التعليم والصحة والمدن الذكية، وتقام القمة بالشراكة مع الأممالمتحدة والبنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.