تمكن الهلال الأحمر الليبي مساء يوم السبت من إجلاء مرضى وأطقم طبية كانوا عالقين داخل مستشفى حكومي يقع وسط المعارك المسلحة بمدينة بنغازي شرقي ليبيا، وذلك بعد ارتفاع حدة الاشتباكات حوله. وفي تصريحات للأناضول قال محمد المصراتي، مدير مكتب الإعلام بالهلال الأحمر الليبي، إن "فريق الإخلاء التابع للهلال الأحمر الليبي فرع بنغازي تمكن مساء السبت من إخلاء مركز خدمات الكلى من العالقين داخله إثر الاشتباكات الدائرة في منطقة الهواري حيث يقع مقره". وفي وقت سابق، استنجد مركز خدمات أمراض الكلى ببنغازي وهو أكبر المستشفيات الحكومية المتخصصة في المدينة بالهلال الأحمر لسرعة العمل على إجلاء المرضى والأطقم الطبية العالقة داخل مقره بمنطقة الهواري، وذلك بعد تساقط القذائف على المبني جراء المعارك القريبة وارتفاع التوتر الأمني بالمنطقة. وفي بيان له نقلته الأناضول في وقت سابق، وُصف ب"العاجل"، قال مركز خدمات الكلى ببنغازي إن "الوضع الأمني غاية في التوتر داخل المركز نظرا لتساقط القذائف التي نشرت حالة من الهلع داخل المرفق الصحي فيما يعلق داخله الآن العديد من المرضى والأطقم الطبية". و عن ذلك، قال محمد المصراتي للأناضول إنه أخلى 56 مريضا من داخل مركز خدمات الكلى إضافة إلى 59 من الأطقم الطبية هم 29 بنغاليًا و16 فلبينيًا و8 هنود و4 مصريين وتشاديين اثنين، مضيفا "كما تم إجلاء 15 عائلة من سكان منطقة الهواري كانوا عالقين داخل منازلهم". ويقع مركز خدمات الكلى ببنغازي بمنطقة الهواري التي تشهد معارك طاحنة منذ أشهر، فيما أغلقت مستشفيات حكومية أخرى في وقت سابق بسبب وقوعها بمناطق اشتباكات وتساقط القذائف داخلها. يأتي ذلك بسبب ارتفاع حده المعارك المسلحة بالمدينة بشكل كبير بين قوات تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي المنبثقة عن البرلمان المنعقد في طبرق (شرق) وموالين له من المدنيين المسلحين وبين تنظيم أنصار الشريعة بالتحالف مع كتائب الثوار الإسلامية. وبحسب شهود عيان تحدثوا لوكالة الأناضول في وقت سابق فإن المعارك تصاعدت حدتها بجميع محاور القتال في الصابري وحي الليثي وكذلك بمناطق الضواحي كالهواري والقوارشة بمدينة بنغازي". وفي 16 مايو/ أيار الماضي، دشن اللواء خليفة حفتر عملية عسكرية من مدينة بنغازي، أسماها "الكرامة" ضد كتائب الثوار، وتنظيم أنصار الشريعة، متهماً إياهم بأنهم من يقف وراء تردي الوضع الأمني في البلاد، بينما اعتبرت أطراف حكومية آنذاك ذلك "انقلاباً علي الشرعية". غير أنه وبعد انتخاب مجلس نواب طبرق، في يوليو / تموز الماضي، أبدى المجلس دعماً للعملية التي يقودها حفتر، وصلت إلى حد اعتبار قواته جيشاً نظامياً، وضم عملية "الكرامة" لعمليات الجيش المعترف بها، وذلك خلال بيان رسمي، كما أُعيد حفتر وقادة عسكريين آخرين للخدمة العسكرية. وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في طبرق، والذي تم حله مؤخراً من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).