حصل فيلم "جربافيتسا" على جائزة الدب الذهبي، كبرى جوائز مهرجان برلين السينمائي الدولى فى دورته السادسة والخمسين. الفيلم يروي قصة أم تعرضت للاغتصاب خلال حرب البوسنة والهرسك، وهى تواجه ماضيها في ساراييفو ما بعد الحرب ما يؤكد عودة السياسة بقوة لغزو المشهد السينمائي العالمي. وقالت مخرجة الفيلم ياسميلا جبانيتش (31 عاما) بعد تسلم جائزتها "اود اغتنام هذه الفرصة لاذكر بانه وبرغم انتهاء الحرب منذ 13 عاما فان مجرمي الحرب (القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش والزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراديتش ما زالا فارين". واضافت محولة حفل تسليم الجوائز الى منبر سياسي "لقد نظما عمليات اغتصاب عشرين الف امرأة في البوسنة وقتلا مئة الف شخص وطردا مليونا من ديارهم". واضافت المخرجة الشابة التي لقيت تصفيقا حادا "اننا في اوربا وآمل ان يتغير هذا الوضع". وقد تأكد الطابع السياسي لسهرة جوائز مهرجان برلين منذ افتتاحها مع المخرج البريطاني مايكل وينتربوتوم الذي حصل على الدب الفضي لافضل مخرج عن فيلمه "الطريق الى جوانتانامو". ويروي الفيلم القصة الحقيقية لثلاثة بريطانيين سجنوا في معسكر جوانتانامو لمدة سنتين قبل ان يطلق سراحهم بدون توجيه اي تهمة اليهم. والملفت ان الفيلم قدم في برلين بالتزامن مع صدور تقرير عن الأممالمتحدة يطالب باغلاق المعتقل الامريكي موضع الجدل. وقال وينتربوتم "الواقع ان ثمة ثلاثة اشخاص فقط يستحقون هذه الجائزة وهم الاشخاص الثلاثة الذين رويت قصتهم" داعيا الشبان الثلاثة للصعود الى المسرح امام تصفيق الحضور. ومنحت الجائزة الكبرى للجنة التحكيم لفيلم "اوفسايد" (حالة تسلل) للمخرج الايراني جعفر بناهي الذي يتضمن تكريما مؤثرا للشباب الايراني المتعطش الى الحرية من خلال سرد قصة فتيات يسعين للالتفاف على القوانين والتقاليد من اجل حضور مباراة كرة قدم. وبدأ هذا الانعطاف السياسي في السينما العالمية منذ مايو الماضي في مهرجان كان الذي منح السعفة الذهبية لفيلم "الطفل" للشقيقين داردين الذي يغوص بعمق في الواقع السياسي والاجتماعي المعاصر. ومن المتوقع ان يهيمن هذا التوجه السينمائي العام على حفل تسليم جوائز الاوسكار الذي سيجري في الخامس من مارس في هوليوود. وبين الافلام المرجحة للفوز بهذه الجوائز فيلم "بروكباك ماونتن" (جبل بروكباك) للمخرج التايواني آنج لي وهو من نوع افلام الكاوبوي يروي قصة حب بين زوج من رعاة البقر المثليي الجنس في الغرب الامريكي في الستينيات والسبعينيات. والفيلم مرشح لثماني جوائز. ومن الافلام السياسية الاخرى فيلم "كوليجن" (اصطدام) وهو فيلم اخرج بميزانية محدودة ويعالج مشكلة التوتر العرقي في لوس انجليس وهو مرشح لست جوائز. كما ان فيلم "جود نايت اند جود لاك" (ليلة هانئة وحظ سعيد) اخراج جورج كلوني مرشح لست جوائز اوسكار بينها افضل مخرج وافضل سيناريو وهو يسرد المواجهة بين صحافي تلفزيوني والسناتور الاميركي المعادي للشيوعيين جوزف ماكارثي خلال الخمسينات. ومعروف عن النجم الامريكي التزامه السياسي وطلاقة لسانه ومن المتوقع ان يخرج سهرة توزيع جوائز الاوسكار عن نمطها الاعتيادي حيث تتعاقب كلمات التكريم والشكر التقليدية.