حققت فصائل المعارضة المسلحة خلال الأسابيع القليلة الماضية تقدماً ملحوظاً على جبهتي البريج و حندرات بحلب شمال سوريا، لتنهي بذلك أمل النظام بحصار المدينة بعد أن كان قاب قوسين من ذلك قبل نحو شهرين، حينما تقدمت قواته على تلك الجبهتين، وسيطرت على مناطق استراتيجية فيها. وتمكنت فصائل المعارضة أمس من السيطرة على تلة المياسات في جبهة البريج، بعد معارك ضارية مع قوات النظام، تمكن خلالها من قتل 30 عنصرًا للنظام، وأسر 11 جنديًا، بحسب فيديو مصور بثته الفصائل المقاتلة على الإنترنت. وتتمتع هذه التلة بأهمية استراتيجية كبيرة، لأنها تشكل خط إمداد قوات النظام لمنطقة الحندرات، كما أنها تطل بشكل مباشر على منطقة البريج والمناشر التي سيطرت عليها فصائل المعارضة في وقت سابق. وعلى جبهة حندارات تحول مقاتلو المعارضة من الدفاع إلى الهجوم، بعد سيطرتهم على منطقة المعامل، والتقدم الذي أحزروه في منطقة الملاح، حيث أكد "عمر عبارة"، قائد قطاع حندرات لمراسل الأناضول أن "السيطرة على المعامل أفقدت قوات النظام القدرة على السيطرة على طريق الإمداد الوحيد بين حلب وريفها، مشيرًا إلى أن فصائل المعارضة بدأت بدك مواقع النظام في هاتين المنطقتين بصواريخ غراد، وقذائف الهاون". من جانبه أشار الإعلامي في فيلق الشام "إبراهيم الخطيب" إلى تدمير مدفع ثقيل لقوات النظام، واستهداف دبابتين في منطقة سيفات بالقرب من الحندرات. وقامت قوات النظام ردًا على خسائرها في الجبهتين باستهداف حيي بعيدين، والحيدرية في مدينة حلب بالبراميل المتفجرة في اليومين الماضيين، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم أطفال، ودمار كبير من المنازل. في الأثناء تستمر المعاناة الإنسانية في حلب، حيث سجلت وفاة طفل جديد في منطقة الأتارب، غرب حلب بسبب جائحة التهاب القصيبات الشعرية، التي انتشرت بين الأطفال، بسبب موجة البرد التي ضربت البلاد قبل نحو أسبوعين، وذلك بحسب أفاد "عبد الرحمن العبيد" مدير مشفى الأتارب.