انتهت مساء اليوم الأربعاء مهلة من ثلاثة أيام منحتها جماعة "أنصار الله" (الحوثي) للقوى السياسية اليمنية بهدف الاتفاق على سد الفراغ في السلطة دون تقدم يذكر على طريق حل الأزمة اليمنية، بحسب مراسل الأناضول. وهدد مؤتمر لأنصار الجماعة، الإثنين الماضي، بأنه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق فإنهم سيقومون ب"تفويض اللجان الثورية وقيادة الثورة (التي تتبعهم) باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطات الدولة والمرحلة الانتقالية". وأفاد المراسل بأن المهلة انتهت حوالي الساعة 14:00 "ت.غ" مساء اليوم، دون تحديد موقف من قبل جماعة الحوثي، التي أطلقت المهلة في مؤتمر أنصارها بالعاصمة صنعاء الإثنين الماضي. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى لوكالة الأناضول إن "تحالف أحزاب اللقاء المشترك (يضم 6 أحزاب إسلامية ويسارية وقومية) قررت العودة إلى مسار العملية السياسية للبحث عن حلول لأزمة فراغ السلطة التي يعيشها اليمن منذ تقديم الرئيس عبد ربه منصور هادي استقالته من منصبه يوم 22 يناير (كانون الثاني) الماضي، وذلك بعد يومين من تعلي قالتحالف مفاوضاته مع جماعة الحوثي، والتي يرعاها مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر". واستقال هادي وحكومة خالد بحاح على خلفية مواجهات دموية بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار (قصر) الرئاسة، ومحاصرة منزل الرئيس وعدد من الوزراء. وبحسب المصدر السياسي، فإن "اجتماعا يعقد هذه الأثناء (الساعة 15:30 ت.غ) بين ممثلي كافة الأحزاب والقوى السياسية يبحث رؤية جديدة تطرحها أحزاب اللقاء المشترك على أمل حل الأزمة". وتحفظ المصدر على إيضاه هذه الرؤية. وترددت أنباء عن التوصل إلى اتفاق على تشكيل مجلس رئاسي لإدارة اليمن. غير أن مصدر في مكتب المبعوث الأممي، قال لوكالة الأناضول، إن "لم يتم التوصل إلى اتفاق والمفاوضات لا تزال مستمرة.. وبعض الأطراف لديها مقترحات غير تشكيل مجلس رئاسي". ورفض المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، الكشف عن تلك المقترحات. وكان سفراء 14 دولية في اليمن أعلنوا، في بيان مشترك مساء أمس، عن تأييدهم المفاوضات التي تجري بإشراف الأممالمتحدة، ودعوا جميع الأطراف إلى حل الأزمة عبر نتائج الحوار الوطني اليمني واتفاقية السلم والشراكة الوطنية والمبادرة الخليجية. وتضم الدول ال14 الدول الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين) و5 من الدول الخليجية هي السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان، بالإضافة إلى ألمانيا واليابان وهولندا وتركيا. ومنذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي، يسيطر مسلحو الحوثي، يعتنقون المذهب الزيدي الشيعي، بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في العاصمة صنعاء، وبسطت سيطرتها إلى محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية. ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية، إيران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية جارة اليمن. وهو ما تنفيه طهران. وتواجه جماعي الحوثي اتهامات بالعمل على إعادة حكم الزيدية المتوكلية، الذي بدأ في الشطر الشمالي من اليمن عام 1918 وانتهى في 1962 عبر تحرك مسلح بقيادة ما يطلق عليه "تنظيم الضباط الأحرار". وهو ما تنفيه الجماعة، مرددة أنها تسعى إلى شراكة حقيقية مع كافة القوى اليمنية.