حظيت أحداث اقتحام المتظاهرين المصريين لمقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة ليل الجمعة باهتمام واسع في الصحافة الغربية التي وصفت الأحداث الأخيرة بأنها الأزمة الدبلوماسية الأسواء في تاريخ العلاقات بين البلدين منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد. وقالت صحيفة "التليجراف" البريطانية إن السفير الإسرائيلي يتسحاق لفانون غادر القاهرة تاركًا خلفه أنقاض السفارة الإسرائيلية الأقدم في العالم العربي، إلى جانب أزمة دبلوماسية ومستقبل مجهول في الشرق الأوسط. واعتبرت أن الهجوم على السفارة الإسرائيلية بالقاهرة إشارة صارخة على عزلة إسرائيل المتنامية في الشرق الأوسط في أعقاب الربيع العربي، وهو ما يثير مخاوف في إسرائيل حول موقفها غير المستقر في المنطقة. وأوضحت أن الأحداث الأخيرة تؤكد مخاوف إسرائيل من أن تفرز الثورات العربية جيلاً جديداً من القادة أكثر انصياعًا لرغبات شعوبهم واكثر استجابه للرأي العام العربي المعادي لإسرائيل. ورأت أن إجلاء موظفي السفارة الإسرائيلية في القاهرة مؤشر على أن إسرائيل لم يعد لديها أعلى مستوى من التمثيل الدبلوماسي في مصر وتركيا، وهما الدولتان التي تعتبر إسرائيل علاقاتها معهما ذات أهمية إستراتيجية أساسية لأمنها القومي، على حد قولها. وأشارت الصحيفة إلى أنه كان هناك ارتياح نسبي في إسرائيل كون الأزمة لم تنته إلى سيناريو مماثل لما حدث في إيران عام 1979 حين اقتحم المتظاهرون السفارة الأمريكية واحتجزوا اثنين وخمسين دبلوماسيًا أمريكيًا رهائن. واعتبرت أن هذا النوع من التفكير يعكس قناعات في بعض الدوائر الإسرائيلية بأن مصر تتجه إلى نظام حكم إسلامي على غرار إيران. ورأت أن السؤال الأكثر أهمية في هذه اللحظة هو كيف تمكن المتظاهرون من اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية دون أي مقاومة في المقام الأول، مشيرة إلى ان قوات الأمن لم تحرك ساكنًا وهي تشاهد المتظاهرين يحطمون الحاجز الخرساني أمام السفارة. وأضافت إن هناك تكهنات في إسرائيل وفي مصر أيضًا بأن السلطات العسكرية سمحت لأحداث العنف بالمضي قدمًا دون ردع، من أجل تبرير دور سياسي قوي للجيش عند اكتمال عملية نقل السلطة إلى حكومة مدنية في نهاية العام، في الوقت الذي يشوب فيه الغموض مستقبل الجيش بسبب الحملة المطالبة بالحد من نفوذ الجيش في الحياة السياسية، بحسب الصحيفة. من جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ان الهجوم على السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، والتقارير التي تفيد عدم تدخل قوات الأمن المصرية لوقفه زاد من توتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب والتي قالت بأنها وصلت إلى أدني مستوياتها منذ توقيع تتفاقية كامب ديفيد. وعلى الرغم من عدم قيام أي شخصية سياسية بالمطالبة بإلغاء اتفاقية السلام إلا أن الخطوات التي اتخذها المجلس العسكري من تخفيف القيود على الحدود مع قطاع غزة المحاصر، والعمل على رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران، أثار غضب إسرائيل وساهم في زيادة التوتر في العلاقات، بحسب الصحيفة. أما صحيفة "الجارديان" البريطانية فرأت أن الحشود التي اقتحمت السفارة الإسرائيلية أقحمت المجلس العسكري الحاكم في أسوأ أزمة دبلوماسية منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي.