عمّت حالة من الحزن والأسى الشارع الثقافي المصري، عقب الإعلان عن وفاة الكاتب الروائي الكبير خيري شلبي، أحد الذين رُشّحوا لجائزة نوبل للآداب ووافته المنية الجمعة إثر أزمة قلبية حادة عن عمر 73 عامًا. وقالت وسائل إعلام مصرية: إنّ "جثمان الفقيد شُيِّع عصر الجمعة من قريته شباس عمير، التابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ"، ونقلت صحيفة الأهرام الحكومية عن محمد السنهوري حفيد الراحل، قوله: إنّ "جده لم يكن يعانِي أية أمراض أو أزمات صحية مطلقًا، وأن الموت داهمه فجرًا بعد أن استيقظ وتجهز لكتابة مقاله اليومي". ولد الراحل يوم 31 يناير 1938 بقرية شباس عمير بمحافظة كفر الشيخ الشمالية ولم يتلقّ تعليمًا جامعيًا فحصل على شهادة من معهد المعلمين ثم عمل في مهن كثيرة منها "بائع سريح" ممن يتنقلون ببضائعهم في الشوارع وهي خبرة حياتية ميزته في كثير من أعماله ومنها رواية (وكالة عطية) التي نال عنها جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2003 وتحولت إلى مسلسل تلفزيوني. وكان شلبي الذي ينتمِي لجيل الستينيات غزير الإنتاج وزاد عدد أعماله على 75 كتابًا تضمّ روايات وقصصًا قصيرة ومسرحيات ودراسات في الأدب الشعبي وأدب الرحلات منها (السنيورة، والأوباش، وعدل المسامير، وثلاثية الأمالي، وزهرة الخشخاش، ونسف الأدمغة، ورحلات الطرشجي الحلوجي، وصحراء المماليك). وكان شلبي أول من اكتشف قرار النيابة في قضية كتاب (في الشعر الجاهلي) لطه حسين إذ عثر عليه في مكتبة متخصصة في الكتب القديمة وكان القرار عبارة عن كراسة تضمّ قرار محمد نور رئيس النيابة الذي حقّق مع طه حسين واختفى القرار بعدها إلى أن قام شلبي بتحقيقه وأصدر كتابه (محاكمة طه حسين) عام 1969 وهو أول ما نُشِر له. وحصَل الفقيد على عددٍ من الجوائز، أبرزها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980- 1981، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 - 1981، وجائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993، وجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة 2003.